نصيحتي لأهل السنة
بحضرموت
( شريط مفرغ )
لفضيلة الشيخ
أبي نصر محمد بن عبد الله الإمام
- حفظه الله -
- حفظه الله -
في يوم الاثنين 18 رجب 1429 هـ
بسم الله الرحمن
الرحيم
(( الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا
شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
أما بعد
.... هذه نصيحة أوجهها لإخواننا في حضرموت حفظهم الله :
أيها الإخوة ... لقد أكرمنا الله عز
وجل بدعوة أهل السنة والجماعة وهي الدعوة التي اصطفى الله لها نبيه وأتباع رسوله
واصطفى لها كل من سار على ما كان عليه رسول الله وما كان عليه صحابته وخلفاؤه
وأتباعه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وهذا نعتبره فضلاً يختص الله به من
يشاء والله ذو الفضل العظيم ، وقد قال سبحانه وتعالى " وَلَوْلا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً
وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " النور(21) ألا وإن كل واحد ممن رضي واختار
منهاج النبوة بحاجة ماسة إلى أن يحرص على إصلاح ما بينه وبين الله على الوجه
الذي يرضي الله وعلى الآداب والطريق الذي سار عليه رسول الله وسار عليه صحابته رضي
الله تعالى عنهم جميعا ، فدعوة أهل السنة دعوة مباركة عظيمة ، إنها دعوة تجمع ولا
تفرق وتؤلف ولا تخالف وتقوي ولا تضعف دعوة من قبلها قبله الله ومن حاربها حاربه
الله ومن مكر بها مكر الله به ، فما أحوج إخواننا في حضرموت إلى أن يحرصوا على
المحافظة على أخوتهم تراحماً وشفقة وتعاوناً على البر والتقوى وسداداً وحرصاً على
جمع الكلمة وعلى صون القلوب من الشحناء والبغضاء والعداء ومحافظة على الألسن من
الزلات فالدخول في الخلافات التي لم يأت وقتها بعد والتي لا يزال العلماء يدعون
إلى أن الخلافات لا تصل إلى ما أوصلها إليه بعض طلبة العلم فليحمد الله إخواننا أهل السنة عند أن يجدوا من
يسعى في حل قضاياهم ومناقشة مشاكلهم واختلافاتهم والسعي بالتوجيه لهم فيما هو أنفع
وأبر وأدفع للفتن وأبقى للرفعة والأخوة في الدين فهذا من فضل الله أن يقوم من يقوم
من مشايخ أهل السنة بالتناصح مع طلابهم وإخوانهم ومحبيهم وأن يقوموا بالإصلاح بين
من يحصل بينهم خلاف ويدعو إلى ما فيه السداد فمن قبل ما عليه ما يوجه إليه المشايخ
أنه بحمد الله يبقى في سلامة ونجاة من الفتن بينه وبين إخوته ويسلم من التسرع
والتعجل في أمور ما قد بت فيها العلماء وما قد حان وقت ذلك.
وإني
لأنصح لكل الإخوة الذين عندهم شيء من التحيز إما إلى الشيخ الحجوري حفظه الله أو
إلى الشيخ عبد الرحمن أنصح لهم على أنهم لا يضيقوا واسعاً ولا يسابقوا أهل العلم
فإذا اليوم تعجلوا في هذا الأمر وما هو حاصل بين الشيخ الحجوري والشيخ عبد الرحمن , فهنالك ستحدث قضايا في
المستقبل ما نسلم منها, فما هو دائر بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين الشيخ يحيى
فهل سنسلك نفس المسلك ؟! ونكون متحيزين وتصير حياتنا تحيزات ضد مشايخ أهل السنة ,
وفي الغد ممكن يختلف فلان العالم مع فلان العالم فهل سنكون نفس الخبر متحيزين أم
أننا سنقول هذه قضايا بين علماء أهل السنة قد عرفوا بالسنة فلا نتحيز إلى جهة ولا
نقبل الحكم بالهجر أو بالتحزيب أو بالتبديع إلا إذا جاء ذلك عن طريق العلماء
الذين يرجع إليهم والذين يعتمد عليهم فإنه متى اختلف فلان مع فلان فلابد من :
حَاكَم
لابد من صنف ثالث يعني :
·
يبين كمية الأخطاء
·
ومن هو المصيب ومن هو المخطئ
·
وكذلك أيضا الخطأ هذا أين يبلغ
بصاحبه أهو خطأ يدل على حزبيته أم لا يدل على ذلك من الأخطاء التي لا يسلم منها
أحد من الأفراد .
فالمسألة
لا تظنوا أنها مسألة شخص وانتهينا , هي قضية قد تطول بارك الله فيكم .
من
لم يكن قابلاً لتوجيهات أهل العلم وسائراً بالهدوء والسداد سيبقى مابين الحين
والآخر وهو يدخل في مشاحنات وفي جدالات وخصومات جديدة وهكذا يمكن ما يبقى , يمكن
تكون حياته كلها جدالات وخصومات ونزاعات, فلا يتفرغ لما تتقوى به دعوته ويصلح به
قلبه وتصلح أحواله مع الناس , فهذه تروا قضية تحتاج إلى إعادة نظر .
إني لناصحٌ , إني لناصحٌ , إني لناصحٌ ...
لإخواني
الذين تعجلوا في هذه المسألة ولم يرزقوا السداد وقبول توجيهات أهل العلم .
إني لناصح لهم :
أن
يعيدوا النظر فيها فما أراهم بمصيبين في الهجر والتحزيب والتكلم على بعضهم بعضاً
والتقاطع والتدابر ما أرى إلا هذا يعني عقوبة بسبب عدم قبول كلام العلماء .
العلماء
في اليمن الذين دخلوا في هذه القضية من أول وهلة وتابعوها وساروا فيها وأنزلوا
فيها ما يرون والحمد لله ذلك خير بحمد الله رب العالمين .
والعلماء
ليس لهم غرض في شخص بعينه لأمر دنيوي وإنما خدموا أهل السنة عموماً وتعاونوا مع
أهل السنة عموماً وتبنوا المسألة هذه أو تبنوا القيام بها والنظر فيها ليريحوا أهل
السنة عموماً ,لكن الذين يتعجلون كان نصيبهم أنهم لم يبالوا بكلام أهل العلم فهذا
يأخذ له بكلام فلان , وهذا يأخذ له بكلام فلان , إضافة إلى ما أنزله علماء اليمن
من بيان دعوا فيه إلى التحآب والتواد وإلى التعاون على البر والتقوى وإلى سد أبواب
الهجر والتبديع والتحزيب , بعد ذلك بمدة قصيرة جاءت رسالة للوالد العلامة إمام
الجرح والتعديل في عصرنا الوالد الشيخ ربيع حفظه الله تعالى وفيها نصيحة ثمينة
غالية عظيمة , فكانت أيضاً هذه كافية جداً وكذلك تصب في مصب ما قاله
العلماء في اليمن .
ومع هذا بقي مَنْ بقي على ما هو عليه وأنا اعتبر
أنَّ هذا من جملة عدم السداد في مثل هذه القضية .
فعندما
نسمع أن بعض الإخوة يقول "نحن قد تفاصلنا مع فلان واسترحنا" , لا ما
استرحت من قال انك استرحت ؟ عند أن تهجر
أخاك بطريقة مالك يعني الأمر الذي يعطي الأمر هذا حقه , وكذلك أيضاً القضية كما
سمعت اليوم هجرت فلان بطريق التعجل وعدم
انتظار ما يقول المشايخ الذين يسعون مسعى النظر والتحري والإصلاح والتناصح دون أن
يكون لهم أي غرض آخر , فهذا كما سمعت حفظك الله يفتح عليك مرة ثانية ومرة ثالثة و
مرة رابعة من هذه الأمور التي تتعبك .
وقد كنت ولاازال أحب لإخواني في حضرموت
الداخل أن يكونوا متحرِّين , وأن فتنة أبي
الحسن كانت كافية لهم بعدم التعجل في هذه القضية , فالذين تعجلوا في فتنة أبي
الحسن معروف ماذا عانوا وكذا إلى آخره .
فكنت
أحب ولا أزال أنَّ إخواننا في حضرموت الداخل يتأنون في الأمر, وما أوجب الله عليهم
ولا على غيرهم أن يقولوا بكذا ولا بكذا فإنه الحمد لله الدعوة في اليمن قد جعل
الله عز وجل لها العلماء يقومون بالتناصح وبالإصلاح والنظر في الأمور .
فكما
سمعتم ننصح
: بأن الأمر يعاد فيه النظر وتعاد الأخوة والتعاون وعدم فتح هذا الباب اعني
التهاجر والتحزب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .)) ا.هـ