بسم الله الرحمن الرحيم
السّؤال:
الأخ يسأل: ما هي البِدع التي وقع فيها الحَجُوري؟
الجواب:
ذكرتُها في الرّحلة ذكرتُ بعضها.
قُلت: من بدعه الشّنيعة كونُهُ في المسائل الاجتهاديّة يَهْجُر ويُقاطع ويُدابِر ويلعن ويسبّ ويتّهم بالحزبيّة وبالضّلال وبالبِدعَة، مسألة اجتهاديّة ما هي إجماعيّة ولا هي دليليّة فيها نصّ نزل من السّماء: هل عبد الرّحمن العدنِي حزبي أم لا؟! هذا على فرض أنّه اجتهد فحزّبه! غيرُهُ من أهل العِلم لم يُحزِّبُوه؛ وهذا كما قُلنَا: إذا أحسنَّا به الظّنّ أنّه ما كان صاحبَ حقد ولا حسَد ولا ظالِم إذا أحسنّا الظّنّ! قُلنا: اجتهد فأخطأ وهي مسألة اجتهاديّة ما هي نصيّة، وغيره من أهل العِلم رأوا أنّه ليس بِحِزبيّ وأنّه سُنّيّ يعني الشّيخ: عبد الرّحمن العدني –وفّقه الله-.
المسائل الاجتهاديّة من الخطأ أن تُقيم عليها الدُّنيا ولا تُقعِدْها لأنّها مسألة اجتهاديّة ما هي دليليّة ما هي إجماعيّة! هُو أقام الدّنيا عليها وما أقعدها يُضلِّل ويُفسِّق ويُفجِّر ويُحزِّب وأصحاب قلوب مريضة ويُقاطِع ويهجُر ويطرُد؛ هذا الباب يعني سنّ سُنّة سيّئة؛ هذا الباب لو فُتِح ما سيبقى اثنان مُجتمِعانِ كلّ واحد يجتهد في مسألة وقاطع ودابَر من خالفه وضلّل وفسّق وبدّع، اُنظروا كم من المسائل الخلافيّة بين الأئمّة من غير تَضْليل ومن غير تَفْسيق ومن غير تَبْديع؛ مذهب الشّافعيّ مذهب أبي حنفية أحمد مالك عُلماء أجلاّء اختلفوا في مسائل اجتهاديّة من غير أن يُضلِّل الآخرين، الصّحابة –رضي الله عنهم- حصل بينهُم اختلافات في مسائل وما فيه تضليل ولا تبديع ولا تفسيق هذه بدعة شنيعَة وقع فيهَا وسنَّ سُنّة سيّئة في هذه سُنّة سيّئة.
طُلاّبه قلّدوه واقتدوا به تضليل وتبديع ومُهاجرة، (هجرُ المُسلِم سنة كسفكِ دمه) كأنّه سفك دمه؛ -طيِّب- إذا كان سبع سِنين! يعني: كأنّه قتله سبع مرّات!! كم يتحمّلُون من آثام؛ سبَّبُوا قطعَ الرّحِم هذا مُتقاطِع مع أخيه وهذا مع أبيه وهذا مع ابنه وهذا مع خاله وهذا مع عمّه وهذا مع أُختِه لأنّها ترى أنّ عبد الرّحمن ما هُو حزبي هي مع زوجِهَا في ذلك ومُقاطعة قطيعة أرحام لا يُحصيهم إلاّ الله! مُنكر مُنكَر عظيم وقع فيه وبِدْعة شنيعة.
المسائل الاجتهاديّة تُوسِّع لها بالك هي ما هي واحدة ولا اثنتان ولا ثلاث هي بالمئات وسِّع بالك وكلّ واحد إذا اجتهد فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر، الرّسول يقول: له أجر إذا أخطأ وأنتَ تُضلِّلُه وتُبدِّعُه؛ هذا على فرض أنّه أخطأ! كِيف لمّا يكُون غيرَك هُو الذي أصاب، لكن افتراضًا أنّه أخطأ؛ الرّسُول يقول: له أجر وخطؤه معفُوٌّ عنه وهذا يُضلّله ويُبدِّعه ويُفسِّقه وقلبُهُ مريض، -فالله المُستعان-.
هذه تُعتَبر من كِبار بدع الحَجُورِي.
وقُلنَا: يا فرحةَ أعداء الإسلام بهذه السُّنّة السّيّئة، يفرحُون ما يُحبّون –الكُفّار- أن يروا اثنَيْن من المُسلِمين على طريقةٍ واحدةٍ، هذا الذي يُشفي غليلهم أن يَروا المُسلِمين شذَر مذَر إلى حدِّ القتل وإلى حدِّ الضّرب، وليسَ فقط في مسألة بل يُريدون أن يكونَ هذا في عدّة مسائل فيُصبح أهل الإسلام شذَر مذَر أصحاب عداوات وأصحاب خُصومات وأصحاب مُقاطعات وأصحاب مُهاجرات وأصحاب سِباب ولِعان وشِتام واحتقار وتنقّص.
البدعة الثّانية الشّنيعة من بدعه الكثيرة الشّنيعة: إلزامُهُ بالتّقليد –حسبُنا الله ونِعْمَ الوكيل-، الذي ما يُقلِّده في هذه البِدعَة الأُولَى فهُو عنده مسبُوب مشتوم مطعُون فيه مهجُور مُقاطَع مطرود يطردُه وقلبُه مريض! فإذا أنتَ على هذا تُلزِم النّاس على تقليدك وأنّهُم لا يَرَوْن إلاّ ما ترى! ولا يقولون إلاّ بِقَوْلك! هذِه بدعةٌ في الدِّين، الأئمّة –رحمةُ الله عليهم- أئمّة الفقه وأئمّة الفتوى وأئمّة الحَديث ما ألزَمُوا النّاس بما تفعل أنتَ، وقُلنا: قد اختلف يحيى بن معين –رحمةُ اللهِ عليهِ- وعليّ بن المديني –رحمهُ الله- وغيرُهُمْ في الرّاوي الواحد هذا يُوثِّقه وهذا يُضعِّفه؛ فالذِي ضعّفه ما يُنزِل ملازِم على الذِي وثّقه ملازِم وأشرطة وخُطَب ومُحاضرات ويُضلِّله ويُبدِّعه ويُفسِّقه ويهجُره؛ لماذا؟ وثّق فلان الرّاوي الذي هُو ضعيف في نظره؛ ما فيه هذا أبدًا!
أمّا هذه البدعة الشّنيعة ليسَ لها وُجودٌ في التّاريخ (بدعةٌ عصريّة حَجُوريّة!) فأوقعهم الشّيطان في متاهات كثيرة وأعانَ الشّيطان على ذلك أنّهم لم يعودوا إلى أهل العِلم؛ اكتَفَوْا بما عندهُم من العِلم القاصِر فتخبّطهُمُ الشّيطان وأضلّهم وأغواهُم، ومتاهات كثيرة وطويلة وعريضة، وكما تعرفون من كلامِ السّلف حينَ قالوا:(علامةُ أهل البِدع الوقيعةُ في أهل الأثر) هذه علامَة يُعرَف بها المُبتدع عند السّلف، إذا كان يقع في أهل الأثر في عُلماء الحدِيث في عُلَماء السُّنّة في عُلماء التّوحيد فهذا دليلٌ على أنّه مُبتدع، المُبتدع هُو الذي يقع في أهلِ الأثَر في أهلِ الحديث لا يَحْتَرمهُم ولا يُقدِّرهم ولا يُجِلّهم بل يَسُبّهم ويطعن فيهم! أمّا السُّنِّي فإنّه يحترم أهل الأثر ويُجلّهم ويحترمهُم ويُقدِّرهم ويدعُو لَهُم ويدلّ عليهِم.
فأنتَ لو أمعنتَ النّظر فِي ما تفرّد به الحَجُوري والفرقة الحَجُورية ستجدهم أنّهم وقعوا في بِدعٍ كثيرة هذه الآن ثلاث منهَا:
• إلزامُهُ بالتّقليد.
• مُقاطعته ومُهاجرته لمن خالفَه في المسائل الاجتهاديّة.
• الوقيعة في أهلِ الأثر والطّعون فيهم.
هذه الفِرقة المُنحرِفة شابَهت الرّوافِض من حيث الشّدّة والغِلظة والعُنف على المُسلِمين وعلى أهل السُّنّة بالذّات شابهُوا الرّوافض.
وشابهُوا الخوارج –أحسنتَ- شابهُوا الرّوافض والخوارِج من حيث العُنف والغِلظة والشّدّة.
وشابهُوا الصّوفيّة من حيث التّقديس للمشايخ؛ الصّوفيّة يُقدِّسُونَ مشايخهُم وهذِه الفِرقة المُنحرفة كذلِك تقديس للمشايخ لمشايخهم، لا يُمكِن أن تسمَع حَجُورِي يُخطِّئ الحَجُوري في مسألة يقول: هُو أخطأ في هذه وما أنا معَه والصّواب كذا!! لا؛ خلاص هُم مع شيخِهِم في الحقّ والباطِل فشابهُوا الصّوفيّة من حيث التّقديس لمشايخهم.
وشابهُوا أيضًا الحِزبِيِّين من حيث التّعصّب؛ التّعصّب المَقِيت للباطِل هذا دأبُ الحِزبيِّين تعصّب مَقِيت للخطأ؛ وهذِه الفرقة كذلك تعصُّبٌّ مقيتٌ.
وأنا أرجُو الله سُبحَانه وتعالى أن يرزُقَنِي السّداد لأنّنا لا نُريد أن نقع في الخطأ الذي هُم وقعُوا فيه! الخطأ لا يُعالَج بالخطأ! وإنّما بالصّواب، والظُّلم لا يُعالَج بالظُّلم! وإنّما بالعَدْلِ، والبِدعة لا تُعالَج بِبِدْعَة! وإنّما بالسُّنّة.
فأرجُو الله أن يَرزُقنِي السّداد فيما أقُول وأذَر، وأن لاَّ أقُولَ عليهِم إلاّ الحقّ، وأنا أعتبرُ هذَا كما قال النّبيّ –عليه الصّلاة والسّلام-:(أُنصُر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)؛ قالوا يا رسول الله: أنصُرُه مظلومًا فكيف أنره ظالمًا؟ قال:(تَحْجِزُهُ عن ظُلمِه) هذا نصر، فأنا أنصُر الحقّ وأنصُر المظلُومِين الذين اضطُهِدُوا من قِبَل (الحجاورة!) بالسّبِّ واللّعنِ والشّتمِ والهَجْر والمُقاطعة والطّرد، وأنصُر أيضًا الحَجُوري والحجاورة من حيث أردّهم إلى صَوابِهم وأُبيِّن لهم الحقّ لأنّ التّمادِي في الظّلم والعُدوَان مُحرّم سَيَزْدادُون عُتوًّا ونُفُورًا، فتَحْجِزُه تُحذِّره من الشّرّ وتُحذِّره من البِدع وتُحذِّره من المُخالفَات.
نسألُ اللهَ أن يرزُقَنا السّداد في القَول والعَمل، والإخلاص فيما نأتِي ونذَر إنّه سميع الدّعاء.
وإلى هُنا، وصلّى الله على نبيِّنَا مُحمّد وآله وسلَّم.اهـ
09 / صفر / 1434هـ
