للتحميل : شريط بعنوان : (مجموع الردود العلمية للعلامة محمد بن هادي المدخلي على البدعة العصرية الحجورية) من هنا

آخر المواضيع المضافة في المدونة

(الشيخ عبد الرحمن بن مرعي المُفتَرى عليه) :: الجزء الأول :: للشيخ الفاضل عبد الرحمن بن بادح العدني - حفظه الله - :: مقال ::






الشيخ عبد الرحمن بن مرعي المُفتَرى عليه

 الجزء الأول 



بسم الله الرحمن الرحيم



إنَّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هاديَ له .
وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و سلم. أمَّا بعد ،،

فإننا في زمن أصبح بعض الناس فيه لا يبالي بما يخرج من فيه من إلقاء التهم ورمي الأبرياء بها والافتراء عليهم. إن كُنَّا لنظن أنَّ هذا حاصلاً من أعداء الدعوة ممن خالفوا دعوة الرسل وممن خالفوا طريقة ودعوة أهل السنة ، ولم نكن نتوقع أنَّ هذا سيكون بين أهل السنة أنفسهم !! فنعوذ بالله من الحسد و البغي على الناس ، و لذلك نُذَكِّر إخواننا بكبيرة من الكبائر حذَّرَنا الله منها و حذَّرنا منها رسوله عليه الصلاة والسلام ألا و هي : ( الافتراء والبهتان والإفك ) على الناس" ذكرى و لعلهم ينتهون " .  
والبهتان : هو الكذب والافتراء الباطل الذي يُتَحَيَّر منه . وهناك ثلاث جرائم في اللسان متقاربة تحمل معاني الظلم والتعدي و البغي و هي : (( البهتان و الافتراء و الإفك )) .
والفرق بينهم أنَّ الشخص إذا ذُكِرَ في الغيبة بما فيه فهي غيبة ، وإذا كان ليس فيه فهو بهتان ، و البهتان : أن تقول بالكذب في غير حَضرته فإن كان حاضراً فهو افتراء قصد أو لم يقصد ، فإن قصده فهو الإفك ( ذكره الكفوي في الكليات ) .  
وحكمه أنَّه كبيرة من الكبائر . وذلك لأنه أشد من الغيبة لأنه يشق على كل أحد بخلاف الغيبة فإنَّ بعض العقلاء لا يشق عليهم لأنها فيه .
 


الأدلة من القرآن


(1) قال تعالى :
( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )
.
قال السعدي - رحمه الله - في التفسير : (( أي بغير جناية منهم موجبة للأذى ( فقد احتملوا ) أي على ظهورهم ( بهتاناً ) حيث آذوهم بغير سبب ( وإثماً مبيناً ) حيث تعدوا عليهم وانتهكوا حرمة أمر الله باحترامها ولهذا كان سب آحاد المؤمنين موجباً للتعزير بحسب حالته وعلو مرتبته ، فتعزير من سب الصحابة أبلغ ، وتعزير من سب العلماء وأهل الدين أعظم من غيرهم )) .  
(2) و قال الله تعالى :( وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)
  (3) و قال الله تعالى : ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) .
  (4)و قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) .
 

الأدلة من السنة


(1) عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتدرون ما الغيبة " ؟ قلنا الله ورسوله أعلم. قال: " ذكرك أخاك بما يكره في غيبته " ، قالوا يا رسول الله : أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " رواه مسلم .  
(2) وعن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من أربى الربى الاستطالة في عرض المسلم بغير حق ) رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني .  
(3) وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم » رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني .
(4) وعن معاذ بن أنس الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حمى مؤمناً من منافق أُراه قال بعث الله ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن رمى مسلماً بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال ) رواه أبو داود وصححه الألباني .  
(5) وقال صلى الله عليه وسلم : " من قال في أخيه ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال ، قالوا وما ردغة الخبال ؟ قال عصارة أهل النار " رواه أبو داود وصححه الألباني .  
(6) وعن عبد الرحمن بن غنم - رضي الله عنه - يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم : « خيار عباد الله الذين إذا رُؤُوا ذُكِرَ الله ، وشر عباد الله المشَّاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة - وفي لفظ : ( المفسدون بين الأحبة ) - ، الباغون للبرآء العيب » رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب .


الآثار عن السلف



(1) قال ابن عباس - رضي الله عنهما - " يا لسان قل خيراً تغنم أو اسكت عن سوء تسلم وإلاَّ فاعلم أنك ستندم "
 
(2) وقال أبو قلابة الجرمي - رحمه الله - في قوله تعالى : ( إنَّ الذين اتخذوا العجلَ سينالهم غضب من ربهم وذلةٌ في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ) ، قال : " هي والله لكل مفترٍ إلى يوم القيامة " ذكره ابن كثير في التفسير .
 

من مضار الافتراء



(1)
أنه ظلم ، والله يقول : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .
(2) أنه سبب لأن يدعو المظلوم المفترى عليه على الظالم المفتري كما دعا سعيد بن زيد على أروى لمَّا اتهمته بأنه أخذ أرضها فاستجاب الله له . (3) أنَّ فيه بغي على الغير وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ الله يعجل العقوبة للباغي في الدنيا قبل الآخرة .
(4) أنَّ فيه غيبة ، وهي كبيرة من الكبائر ، وفيه بهت ، وهو أشد ، وفيه كذب .
(5) أنَّ صاحبها إن مات من غير توبة ومسامحة من المفترى عليه تؤخذ من حسناته يوم القيامة ، كما في حديث أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم , إن كان له عمل صالح أُخذ بقدر مظلمته , وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه "  

(6) أنه أذية للمؤمنين والله حرمها في آحاد المؤمنين فكيف بأهل العلم والفضل

هذا وإني لأعجب ممن يردد هذه الافتراءات بلسانه ولا يحسب حساباً ليوم الحساب !!

 

ومن هذه الافتراءات ما نسبه الشيخ يحيى بن علي الحجوري - هداه الله - لشيخنا أبي عبد الله عبد الرحمن بن مرعي العدني - حفظه الله - بأنه حزبي وهذا افتراء محض على شيخنا عبد الرحمن ، وشيخنا بريء من الحزبية كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام كما سأبين لكم - بإذن الله - من عدة أوجه :

(1) أنَّ الحجوري لم يبين دليلاً واحداً على صدق دعواه في الشيخ عبد الرحمن إنما كان يقول : ( كتَّل ، قلقل ، عندهم تكتكة .... ) وعندما يُطالب بالبراهين يقول قد بيَّنا ذلك في الملازم ، وإذا رجعت إلى الملازم لم تجد إلاَّ هذا الكلام : ( كتَّل وقلقل .... ) !!
ولمَّا جلس في مكة مع الشيخ ربيع وطالبه الشيخ ربيع بإقامة البرهان على ما يقول لم يستطع أن يقيم دليلاً واحداً على دعواه ، وفاقد الشيء لا يعطيه . فالحزبية لها ضوابط ، ولها أسباب ، ولها علامات ، فأين هذه الأمور من كلام الحجوري ؟!! .
  (2) أنَّ العلماء في اليمن ، وفي خارج اليمن لم يوافقوا على هذا الافتراء والدعوة الخالية من الدليل ، فانظر إلى بياناتهم التي أصدروها " بيان معبر ، وبيان الحديدة " وانظر ماذا قالوا في بيانهم الأخير في معبر بتاريخ 10/ 6 / 1430 هـ : " لا نصرت سنة ولا كسرت بدعة " مما يدل على أنَّ كلام الشيخ الحجوري في هذه الفتنة ليس في نصرة السنة لأنه محض افتراء . وتأمل في بيان الشيخ ربيع وماذا قال فيه " فيهم أغراض شخصية " . فالعلماء الذين أمرنا الله بالرجوع إليهم لا يوافقون الحجوري على ما قاله في الشيخ عبد الرحمن بن مرعي ، فأين من يسمع كلام العلماء ؟!! فنعوذ بالله من التعصب والهوى .  
(3) أنَّ الحجوري نفسه يعترف أنه بادئ في الدعوة في زمن فتنة أبي الحسن المأربي فيقول : " أنا أهنت أبا الحسن ولله الحمد والمنة وأنا بادئ في الدعوة ولم أحنِ رأسي لأحد " شريط ( لفت الأمجاد ) . وهذه من القرائن على عدم إصابة الحجوري للحق في هذه الفتنة الأخيرة لأنه بادئ ، وأنَّ هذا المقام ليس مقامه بل هو مقام الأكابر فكان الأولى أن يرجع الأمور إلى الأكابر من علمائنا الذين رسخت في العلم أقدامهم وخبروا الأمور وعاصروا الفتن وحصلت لهم تجارب فكان الأولى أن يردها إليهم ويحترم بياناتهم ويحيل الشباب إليهم كما كان يفعل في فتنة أبي الحسن . أمَّا في هذه الفتنة فلم نسمع شيئاً من ذلك : " الرجوع إلى العلماء ، الزموا غرز العلماء ، عليكم بالالتفاف حول العلماء " وأسالوا حسن بن قاسم الريمي عن كتابه : ( وجوب الارتباط بعلماء الأمة خصوصاً عند الفتن المدلهمة ) أهو صالح لكل فتنة تقع للأمة أم هو مؤقت بفتنة أبي الحسن فقط ؟ وهذا مما يؤكد لك أنَّ الحجوري وحده في هذه الفتنة ما معه أحد من أهل العلم . قال ابن قتيبة - رحمه الله - : " سئلت عن قوله : ( لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم ) - ثبت موقوفاً عن ابن مسعود - يريد لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم المشايخ ، ولم يكن علماؤهم الأحداث ، لأنَّ الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب وحدته وعجلته وسفهه واستصحب التجربة والخبرة فلا يدخل عليه في علمه الشبهة ولا يغلب عليه الهوى ولا يميل به الطمع ولا يستزله الشيطان استزلال الحدث ، ومع السن الوقار والجلالة والهيبة ، والحدث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أمنت على الشيخ ، فإذا دخلت عليه وأفتى هلكَ وأهلك ) نصيحة أهل الحديث للخطيب ص 29 ، وراجع ملزمة " ماذا ينقمون على الشيخ الحجوري " ج3 ص6 .  
(4) أنَّ هذه الفتنة مرّت عليها أربع سنين وما رأى العلماء هذه الحزبية بل رأوا عكس ذلك رأوا من الشيخ عبد الرحمن إتِّبَاع السنة والتحذير من البدعة ومن الحزبية والتحذير من الجمعيات الحزبية ومنع التعامل معها ورأوا الشيخ يدعو إلى اجتماع الكلمة على الحق وإلى الرجوع إلى العلماء إلى غير ذلك في دروسه ومحاضراته ، واسمع لمحاضرته التي ألقاها في منطقة صلاح الدين والتي بعنوان : " هذه عقيدتنا ما زلنا على الدعوة الأم " ولكلمته التي ألقاها في مركز الفيوش على شباب البريقة والتي بعنوان : " جلسة مع الزائرين من أهل السنة بالبريقة " فماذا يريد الشيخ الحجوري وأتباعه بعد هذه البيانات والإيضاحات ؟!! ولماذا هذا الإصرار على هذه الافتراءات ؟!! اللهم إنَّا نعوذ بك من التعصب وإتِّباع الهوى .
  (5) أنَّ الحزبية لها علامات وأصحابها لهم بالحزبيين ارتباطات ولقاءات " ومن خفيت علينا بدعته لم تخفَ علينا ألفته " وهذه المدة كفيلة في إظهار الشخص إن كان يتخفى بحزبية فما لكم يا أتباع الحجوري ؟!! " أفلا تعقلون " .
  (6) أنَّ الشيخ الحجوري نفسه مجروح جرَّحه مشايخ أكبر منه سناً وعلماً ، جرَّحه شيخه العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي ، وجرَّحه الشيخ العلامة عبيد الجابري ، وجرَّحه الشيخ عبد الرحمن بن مرعي العدني ، فكيف تقبلون كلام الشيخ الحجوري في الشيخ عبد الرحمن بن مرعي ولا تقبلون جرح أهل العلم في الحجوري ؟!! . قال ابن حبان : " من المحال أن يُجَرَّح العدل بكلام المجروح " هدي الساري : ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، وللمعلمي كلام قريب من ذلك مُفَرَّق في التنكيل . نقلاً عن مذكرة : " الحجوري في قفص الاتهام " للطيب أبي المديني .
  (7) أتباع الشيخ الحجوري يعملون بقواعد أهل العلم إن كانت لصالح شيخهم ، ولا يعملون بقواعد العلماء عندما تتعارض مع أقوال الحجوري ، وهذا تحَكُّم منهم في القواعد العلمية ، وهذا ناتج عن تعصب وهوى . فإذا قلت : " الشيخ الحجوري جرَّحه العلامة الوصابي جرحاً مفسراً ، والعلامة الجابري جرَّحه جرحاً مفسراً " ما يقبلوا منك ويقولون : " هذه الفتنة خرجت من عندنا ونحن أعرف بالرجل !! " إلى غير ذلك ، ولو شاء الشيخ عبد الرحمن أن يقول عن الحجوري : " هذا أنا أعرفه من سنين وأنا أعرف به منكم عاصرته فترة طويلة ، وهو كذا وكذا " ، وجرَّحه لكان له أن يستدل بهذه القاعدة ثُم تستدلون بها أنتم عليه . وأيضاً قول الحجوري : " هذه الفتنة خرجت من عندنا نحن أعرف بها ليس الخبر كالمعاينة " كل ذلك لا يمنع أن يطَّلع العلماء على القضية ويحكموا في هذه الفتنة كما حكموا في غيرها من الفتن والجرائم وإن لم تقع في أماكنهم ، وهكذا القضاة يحكمون بما يسمعون ، وهكذا المُفتون يُفتون بما يسمعون ، وهل يلزم العالم أن لا يتكلم في المخالفين في الفتن إلاَّ إذا كانت هذه الفتنة وقعت في بلده ؟! . أم أنَّ الشيخ الحجوري أراد أن يستقل برأيه وينتصر له ولو بقلب هذه القواعد العلمية .  
(8) استدلالهم بكلام العلماء ومواقفهم في غير مواضعه ومحله ، كموقف الإمام أحمد في فتنة خلق القرآن وككلام ابن القيم في التمسك بالحق ولو أن تبقى وحدك . والحقيقة أنَّ موقف الحجوري ومن معه في هذه الفتنة موقف الذم لا المدح ، لأنهم خالفوا العلماء قاطبة وخالفوا الأكابر ولم يرجعوا عن غلطهم بل كابروا وسَبّوا من لم يوافقهم . قال ابن القيم – رحمه الله - : " ولهذا كان من سداد الرأي وإصابته أن يكون شورى بين أهله ولا ينفرد به واحد " انظر أعلام الموقعين ( 1/84 ) .
  ومما يؤكد أنَّ هذه المواقف للشيخ الحجوري مواقف ذم لا مدح أنَّ الشيخ مقبلاً - رحمه الله - أمر المشايخ إن يجتمعوا إذا نزلت بهم نازلة وسمَّى المشايخ ، فماذا صنع الحجوري بهذه الوصية ؟!! قال الحجوري يخاطب المشايخ : " لا تشغلوا أنفسكم ولا تقحموا أنفسكم ولا تظنون أنكم أنَّ هذا أنكم تعملون أنفسكم لجنة ، أنا ما أعتبرها لجنة أنتم مستشارون هكذا قال الشيخ : (تتشاورون) وأمَّا أنتم فرضتم أنفسكم لجنة ... " وانظر إلى كلام الشيخ في الوصية بالنص : " وإذا نزلت بهم نازلة اجتمع لها أولوا الحل والعقد كالشيخ ........ - ثُمَّ سمَّاهم - ..... وأنصحهم أن يستشيروا في قضاياهم الشيخ الفاضل الواعظ الحكيم الشيخ محمد الصوملي .... " . أمَّا الحجوري فجعلهم فقط مستشارين ، ويا ليته نزَّلهم هذه المنزلة بل جعل يستشير طلاب العلم أو بما يُسَمُّون " مشايخ الدار " !!! ، وهمَّش العلماء الذين أوصى الشيخ مقبل بالرجوع إليهم عند النوازل .
(9) أنَّ الحجوري أراد تغيير مسار الدعوة التي من أهم مميزاتها الالتفاف حول العلماء والرجوع إليهم إلى الالتفاف حوله والرجوع إليه فقط دون غيره ومن قال : " أنا مع المشايخ " فإنه يُهان ويُذم !! . قال الحجوري : " لي سنة وأنا أنصح من نصيحة إلى نصيحة يعني تلقى هناك غير مبالاة ، والشيخ الفلاني ونحن مع المشايخ ونحن مع الشيخ الفلاني وأنا عندكم عربجي وإلاَّ كيف ؟! أنا بين أظهركم " شريط : ( أسئلة أصحاب المكلا ) .  
(10) أنه يجوز عليه الخطأ وأن لا يصيب الحق فلماذا هذا التعصب للحجوري ومفارقة العلماء وتفريق دعوة أهل السنة ؟!! قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " ومن قال أنه يجب إتِّبَاع مُعَيَّن غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه مرتد يُستتاب فإن تاب و إلاَّ قُتِل " ذكره العلامة صالح الفوزان - حفظه الله - في شرح مسائل الجاهلية ثُمَّ قال : " لأنه جعل غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - مساوياً للرسول ، فالإتِّباع المُطلق للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأمَّا غيره من العلماء فيُتابعون فيما وافقوا فيه الحق " انظر شرح مسائل الجاهلية عند شرحه للمسألة رقم (28) .

  وفي الختام نقول لإخواننا المتعصبين في هذه الفتنة أن يتقوا الله - تعالى - في دعوة أهل السنة فلا يلبسوا على الناس وننصحهم أن يكونوا مع العلماء وأن يسيروا على طريقة العلماء ولا يفرِّقوا الدعوة ويُشَوِّهوا صورة الدعاة إلى الله بالافتراءات انتصاراً لشيخهم الحجوري وقد سقنا لكم الأدلة من القرآن والسنة وأقوال السلف في ذم الافتراء على الناس فأرجو أن تعملوا بها .  
ونعتذر لمشايخنا وإخواننا أن تكلمنا في هذه الأمور وكان الأولى أن لا نتكلم لأنَّ الفتنة قد انتهت وبردت لكن لمَّا رأيت أتباع الحجوري في منطقتنا منطقة العريش بخورمكسر شوَّشوا على الناس بتوزيع المذكرات التي تطعن في الدعاة إلى الله من أهل السنة في مسجدنا مسجد السنة بالعريش واتهموهم بما هم منه برآء حتى وصل بهم الأمر إلى توزيع تلك المذكرات على النسوان والصبيان في البيوت وهذا يسيء إلى الدعوة السلفية التي ينظر الناس إليها بعين الاحترام . فكانت هذه النصيحة إلى المتعصبين للشيخ الحجوري بصفة عامة ، وإلى المتعصبين له في منطقة العريش بصفة خاصة من باب دفع التهم الباطلة عن دعاة السنة التي يُرَوِّجُ لها هؤلاء ، ومن باب تبرئة ساحة الدعاة إلى الله من أهل السنة في المنطقة ، وتبرئة ساحة شيخنا عبد الرحمن العدني من هذه الافتراءات والله من وراء القصد .

وكتبه : أبو عبد الله عبد الرحمن بن بادح العدني 

 
إمام وخطيب مسجد السنة بمنطقة العريش - مديرية خورمكسر- محافظة عدن 
 

في 18 /3 / 1431 هـ الموافق 4 /3 / 2010 م



حمِّل المقال بصيغة ملف وورد من على هذا الرابط :
 
http://www.box.net/shared/ijc20nr7ef