للتحميل : شريط بعنوان : (مجموع الردود العلمية للعلامة محمد بن هادي المدخلي على البدعة العصرية الحجورية) من هنا

آخر المواضيع المضافة في المدونة

وقفات مع بعض فقرات يحيى الحجوري في (مقدمة الجزء الأول من النصح الوضيع !!) وبيان مجازفاته وتناقضاته وتلبيساته للشيخ الفاضل أبي مالك أحمد بن علي بن المثنى الرياشي - حفظه الله - (الجزء الثاني) :: مقال ::



وقفات مع بعض فقرات يحيى الحجوري
 في (مقدمة الجزء الأول من النصح الوضيع!!)
 وبيان مجازفاته وتناقضاته وتلبيساته


الجزء الثاني


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رَبِّ العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  أما بعد:

فلا زلت والحمد لله تعالى، بصدد بيان تلبيسات يحيى الحجوري فيما أسماه زورًا وبهتانًا: بـ(مقدمة الجزء الأول من النصح الرفيع للوالد العلامة الشيخ ربيع).
فأقول :
قولك يا يحيى: (فلا درينا إلا وأبو مالك الرياشي رجع من مكة ويجلس مع بعض الطلاب وأهل البلاد بكلام سر).
أقول: أنا نفسي لا أستغرب هذا الكذب وهذا الزور والبهتان والوقاحة من يحيى الحجوري، فهو لا يخاف من الله فيما يقول، ولا فيما يكتب، فالكذب شعاره، والغدر دِثاره، والمراوغة طعامه وشرابه.
فتقرير الحجوري لفتنة عريضة طويلة -حسب زعمه- أقام الدنيا ولم يقعدها من أجلها، ثم تراه يلخصها في ثلاثة أسطر؛ تلبيسًا ودجلاً على الأغمار والطغام الذين حوله، ممن افتتن به، وبدعوته المشؤومة.
والحقيقة: أن الحجوري غير ضابط للوقائع والحوادث، فإني عند أن ذهبت إلى العمرة في رمضان، وكانت قبل الفتنة الحجورية معي بنحو سنتين، والتي خرجت بعدها من دماج مباشرة طوعًا من ذات نفسي([1])؛ كنت أحمل في صدري أَلَمًا شديدًا مما أسمع من الشعراء الغُلاة، الذين كانوا يقومون على رأس يحيى الحجوري المفتون، يُلقون على مسامعه تِلكم القصائد المليئة بالغلو الذي لا يتفوه به إلا جهابذة شعراء الصوفيه فيمن يقدسونهم.
أقول: إن ما ذكره الحجوري في أَوَّل الفقرة من قوله: (فلا درينا إلا وأبو مالك الرياشي رجع من مكة ويجلس مع بعض الطلاب وأهل البلاد بكلام سر)، وبين ماذكره بقوله: (وهو أن الشيخ ربيعًا...إلخ) قرابة سنتين.
فإن الكلام الأول الذي كان بعد رجوعي من مكة؛ إنما هو: أني كلمتُ شيخنا ربيعًا يناصح الحجوري في مسألة الثلاثة الشُّعراء، الذين كانوا يغلون في يحيى الحجوري، وهم: (علي مطلق قِربة العبديني، وحمود العديني، وشخص ثالث قد تاب)([2])، في تلكُم الأيام التي شطحوا بيحيى الحجوري حتى أَكَبُّوهُ على أُمِّ رأسه بتلكم القصائد الجائرة، فكان جواب الشيخ ربيع حفظه الله تعالى عن هذا: (أنه غير راضٍ بهذه القصائد، وأن هذا غُلُوٌّ، ولا ينبغي، وأنه ينبغي مناصحة الحجوري في ذلك).
فالصحيح: أن الكلام الذي نقلته لبعض الإخوة في دماج، هو: (أن الشيخ ربيعًا غير راضٍ بهذه القصائد المشتملة على الغُلُوِّ في الحجوري، وأن فيها مخالفةً للتوحيد)، هذا الكلام أو معناه.
وذلك: لأن الإخوة كانوا متحيرين من هذه القصائد التي يُمدح بها الحجوري، وهل هي من المنهج السلفي؟ مع ما فيها من الغلو الفاضح؟ وكان بعضهم يسألني عن موقف الشيخ ربيع منها؟ فكنت أُبَيِّنُ لهم: (أنه غيرُ مُقِرٍ لهذه القصائد وأنها مخالفة للتوحيد).
أما ماذكره يحيى الحجوري المغفل، فهو محض كذب وافتراء، يُريد مِن ورائه استعطاف المخدوعين به، وذلك بكثرة تباكيه على نفسه، وأنه مستهدف.
وسبب هذه الإشاعة، هو: أن الحجوري لَمَّا نقل له جواسيسه تلك الأيام: أن أبا مالك يتكلم على يحيى هُنا وهناك، بين الطلاب وبين أهل البلاد، قام يحيى وتكلم في أحد الدروس بين مغرب وعشاء، وكان مما قال: (أين أبو مالك؟ فإني أخبرت أنه صاحب جلسات وصاحب تجمعات، أكاد أخنقه أكاد أخنقه)، أو نحو هذه الخزعبلات.
فدخل عليه بعض الإخوة الأفاضل بعد ذلك، وعاتبوه في ذلك، وبينوا له: أن أبا مالك من الإخوه القُدماء، ومن القائمين بالدروس في دار الحديث بدماج، فما كان من يحيى الحجوري إلا أن اعتذر مما بدر منه في حق أبي مالك، وذلك في اليوم الثاني، يوم الجمعة، في درس العصر، وكان مما قال فيما أذكر: (أنا قصدتُ النصح للأخ، وإلا فأنا أُجِلُّهُ وأحترمه؛ لكن الإخوة ما يحترموني، ويتنقصوني، ويتخلفون عن دروسي، ويخرجون بدون إذني)، ثم استمر في التباكي والتشكي والتظلم كعادته.
فما كان مني إلا أن اتصلت بعدها بيوم أو يومين بشيخنا ربيع حفظه الله تعالى، وبينت له بعض أساليب يحيى الحجوري في الدعوة، وتطاوله علينا، وعلى إخوانه طلاب الشيخ مقبل، وعلى من يَفِدُ إلى دار الحديث بدماج بقصد الزيارة، ولم يكن هذا من باب الفتنة والمحارشة؛ وإنما هو من باب رَدِّ الأمور إلى أهلها، امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾، فما كان جواب الشيخ حفظه الله إلا أن قال: (أنا لا أتدخل في هذا؛ لكن ارجع إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي، والشيخ الإمام، والشيخ البرعي، وهم يجتمعون، فهم أدرى بالمصلحة، أما أنا فلا أتدخل)، أو نحو هذا الكلام.
وليس فيه ما افتراه يحيى الحجوري، بقوله: (وهو أن الشيخ ربيعًا يقول: أبعدوا الحجوري عن الكرسي وليكن البديل موجودًا)، كما يتباكى يحيى، ويهول كل هذه التهويلات استعطافًا للهمج الذين حوله.
وأما قولك: (فافتتن وفتن بذلك أبو مالك الرياشي أيما فتنة).
الحقيقة أن هذا محض افتراء على شيخنا ربيع رفع الله قدره؛ فلم يَفتِن أَبَا مالك ولا غيره؛ بل لم نسمع منه إلا النصائح السلفية، والتوجيهات النافعة، والفوائد التي تُشد إليها الرحال، كما يعلم ذلك من وفقه الله تعالى لإجلال أهل العلم من القاصي والداني، ممن نَوَّرَ اللهُ قلوبهم بالسُّنَّة، وَحُبِّ السُّنَّة، وَحُبِّ شيخ من مشايخ أهل السُّنَّة: شيخنا ربيع رفع الله قدره؛ وفي المقابل خذلك اللهُ يا يحيى! وحرمك مِن الاستفادة من علم الربيع: ربيعِ السُّنَّة، وصدق اللهُ حيث قال: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.

وأما قولك: (فافتتن وفتن بذلك) هذا في نظرك أنتَ، يا يحيى المفتون! وإلا فإني لم أفتتن بك، كما افتتن غيري، وغلو فيك.
بل أبو مالك الرياشي متبصر بك، وبجهالاتك، وبتعالمك، وبغُرورك، وتلبيساتك على الأغمار، ممن هُم على شاكلتك، وأُشربوا هواك، ثم تُسَمِّي مُناصحةَ أبي مالك الرياشي لك في بيتك، وبيان أخطائك وانحرافاتك العقدية: (فتنة!!).
وأيضًا: لمَّا لم أجد منك أُذُنًا صاغية لنصحي وتوجيهي لك، اضطرني ذلك إلى تحذير الطلاب، من ضلالاتك العقدية، حتى لا يفتتنوا بك كما سأبينه، والسلف الكرام يحذرون ممن هو دونك في الضلال والفتن.
وأيضًا: لمَّا أن رأيتك صَمَّمتَ على تطبيق قاعدتك الخاسرة التي قعدتها وروجت لها في الدروس حتى ذلت بها الأَلسِنَةُ، وهي (أنك ستبدأ بالتصفية قبل التربية)، خلافًا لما عليه أهل السُّنَّة والجماعة من القول بالجمع بين التربية والتصفية، فبدأت وطبقتها بالطرد والإبعاد لكل من يعتبرك زميلا له، وذهبت تتكلم في أبي مالك الرياشي وتسلط عليه وعلى دروسه سعيد دعاس الُمشَوِّشِي وإخوته لأبيه وأمه، وقد فعلوا ما وضعته لهم في (الخطة الخمسية في تصفية طلاب الدار الوادعية).
فلمَّا تَنَبَّهَ أبو مالك لمكرك وكيدك بدار الحديث بدماج وبدعوة الشيخ مقبل الوادعي، وطلبته -الذين هم ما بين زميل لك أكثر علمًا منك، وما بين شيخ لك ومعلم ومربي- بدأ أبو مالك حملته عليك بين الطلاب وبين أهل البلاد، ومنهم: الشيخ تركي بن عبدالله مقود، وعبدالله بن صالح الوادعي.
فالذي أذكره: أني قُلتُ للشيخ تركي، وعبدالله بن صالح: (قولوا ليحيى الحجوري لا يُوسع طُلَّابَ الشيخ مقبل طردًا وإبعادًا، فإن الطلاب لم يرحلوا إلى دماج من أجل يحيى، وإنما هم يرحلون من أجل مركز الشيخ مقبل ومن أجل تلقي طلب العلم على أيدي طلبة الشيخ مقبل، أما يحيى فقولوا له: أتحداه أن يذهب ليقيم مركزًا في بلده وادي مور، فينظر: هل سيرحل إليه أحد؟؟ بل أتحداه أن يذهب إلى صعدة ويقيم فيها مركزًا فينظر: هل سيرحل إليه أحد؟ قولوا له: لا يكمل طلاب الشيخ مقبل)، أو نحو هذا.
فلما أُخبرَ الحجوري بذلك، جُنَّ جُنُونُهُ، وطار صوابه، فكان يتخبط كالمجنون، حتى قال من على الكرسي: (أين أبو مالك؟ أُخبرتُ أنه صاحب جلسات، أكاد أخنقه أكاد أخنقه)، وقد تقدم هذا الكلام قبل قليل.
فأقول: يا يحيى! هل من الفتنة؛ أني عَلَّمتُك الصواب من أقوال أهل العلم في (مسألة البسملة) لمَّا كنتَ تفتي بأنها من القرآن فقط بدون التفصيل الذي يذهب إليه أهل العلم، وكنت تقرر أنه لا يقال: (إنها جزء آيةٍ من سورة النمل، ولا أنها نزلت لافتتاح السُّورة).
ثم تناقشنا في الدرس بين مغرب وعشاء، ثم جادلتَ بالباطل يا يحيى! فقلتُ لك في آخر النقاش: (هل تريد أن أَرمي بكلام أهل العلم في القمامة؟).
ثم قام يناقشك صالح البرقي في المسألة نفسها، فصممتَ على قولك، فقال صالح البرقي لك: (عنزٌ ولو طارت)، ثم جئتُ إليك بعد الدرس بعد العشاء، وأنت جالس في المكتبة العامة، فقلتُ لك: (إما أن تناقش بسعة صدر، وإما أن نغلق باب النقاش)، فقلتَ لي: (يا أبا مالك! أنا ما أدري أَرُدُّ على هذا؟ أو على هذا؟ هذا يكلمني من هنا، وهذا من هنا، ويريدون إسقاطي)، فقلت لك: (وهل تعتبر أبا مالك ممن يريد إسقاطك؟)، فقلت: (لا!!)، ثم لم أعد أناقشك؛ لأنك جاهل بالعلم، وليس عندك أدب النقاش.
ثم في اليوم الثاني جئتَني في المكتبة وأنا أعمل في تحقيق (كتاب التوحيد) لابن خزيمة، وقد أحضرتَ في يديك (المجموع للنووي)، وفتحت موضع الكلام على (البسملة)، ثم كُنتَ تُؤَشِّر بأَصبُعك إلى وسط الكتاب، وتقول لي: (انظر يا أبا مالك! كلام النووي)، فنظرتُ، وقلتُ لك: (هذا الكلام يؤيد قولي؟ أو يؤيد قولك؟)، فبقيتَ تكرر الكلام، وَتَهُزُّ يَدَكَ، وَأَصبُعكَ إلى وسط الكتاب، وتقول: (انظر يا أبا مالك!)، وأنتَ بفعلك هذا، أَيُّهَا المكار! تريد أن توهم مَن كان ينظر إلينا في المكتبة من الإِخوة: أنك قد أقنعتني!! فقلتُ لك: (طيب طيب يا أبا عبدالرحمن)؛ لأني عرفت أنك تريد أن تلبس على الحاضرين بأنك صاحب حَقٍّ وحُجة، وأنت مجرد ملبس متعالم!!.

وهل من الفتنة يا يحيى: أن أبا مالك بَيَّنَ حقيقة منهجك، وأنك تريد طمس دعوة الشيخ مقبل وتهميشها، عند أن قُلتَ في بعض الدروس، وبئس ما قُلتَ: (إن الشيخ مقبلاً قام بالدعوة فترة من الزمن، ثم جاء أبو الحسن وهدمها، ثم بنيتها من جديد) يا يحيى!. وأنتَ تقصد بذلك: أنك الإمام المجدد، وأن الدعوة الحالية ليس لِمُقبِلٍ فيها يَدٌ، وإنما هي دعوة يحيى الحجوري!! فعليكم أن تنسوا مقبلاً، وتُقبِلوا على الوالد العلامة المجدد يحيى الحجوري!!.
وهل افتتن أبو مالك يا يحيى! حين كشف عوارك عند أن قُلتَ هذا الأصلَ الخاسرَ المَاكرَ، وهو: أنك قلت في أحد دروسك، وأنت تسأل الطلاب: (هل نبدأ بالتربية، أم بالتصفية؟)، فأجاب بعض الطلاب على ذلك بقولهم: (نبدأ بالتربية قبل التصفية)، وبعضهم أجاب بغير ذلك، فأبيتَ إلا أن تطبق ما قَعَّدتَهُ، كما قد قررناه فيما تقدم.
نعم، فوالله لقد فعل يحيى ما كان قد أَصَّلَهُ وَقَعَّدَهُ، فقام بتصفية طلاب الشيخ مقبل رحمه الله تعالى، وأبعدهم عن دماج، أو عن الدعوة، حتى وهم في دماج، وأبعد أيضًا الحراس القدامى، ومكر بهم، وقام بتربية طلابه على ما يريد من السَّفَهِ وَقِلَّةِ الأدب، والمنهج الحدادي الخاسر، واستبدل الحراس بحراس جدد يسيرون على نفس منهجه وهواه.
وهل افتتن أبو مالك: لمَّا نبه إخوانه طلاب الشيخ مقبل على مكر يحيى الحجوري عند أن قدم لك المفتون بك مَهدِي كَمَن آخِرَ سُؤالٍ، قال فيه: (وأخيرًا نريد أن تبينوا لنا ما هي آخر بحوث ومؤلفات طلاب الشيخ مقبل؟).
فكان جوابك يا يحيى: (هذه قد بيناها في كِتَابِنَا (الطبقات)([3])، ولكن سأبين مؤلفاتي ومؤلفات طلابي!!)، ثم شرعت تسردها بدأً بمؤلفاتك الركيكة، واختتمت بـ(فتح الباري) الذي زعمت أنه ما سَتَمُرُّ سَنَةٌ إلا وهو يقدم للطبع!!!.
فقال أبو مالك لمن كان حوله، وهو فيما أذكر هلال الوصابي: (أيش هذا؟! يريد يحيى أن يهمش طلاب الشيخ مقبل!!)، ثم سلطَّتَ عليَّ جواسيسك، وعلى رأسهم رأيسُ المخابرات الحجورية سعيد دعاس وإخوانه لأبيه وأمه؛ ليُنَفِّرُوا الطلاب من حلقة أبي مالك، وعن دروسه، ثم شَكَّلت لجنة تحقيقٍ مع أبي مالك في غُرفة الحراس، فنجونا منها بسلام.
وهل من الفتنة: أن أبا مالك قال لأحد الطلاب وهو يعلمه البحث في بيته: (يحيى الحجوري يهمش طلاب الشيخ مقبل)، وكان هذا الطالب العاق هو: الجاسوس محمد السوري الذي كان يأتيني ليطلب العلم عندي في البيت، وما هو إلا جاسوس عليَّ لحساب يحيى!!.
وهل افتتن أبو مالك عند أن بَيَّن في محاضراته لعامة المسلمين مَن هُم علماء الأُمَّة الذين يُرجع إليهم، وَيُعرِض عَن ذِكرِك؛ لِأَنَّك جويهل متعالم ومن الأصاغر! ثم تقيمون محكمةً وتحقيقًا في غرفة الحراس على هذه القضية.
ثم هل افتتن أبو مالك عند أن نصحك باحترام الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي عند أن قُلتَ من على الكرسي وبئس ما قلتَ: (أيش؟ الشيخ محمد يريد أن يجعل نفسه من فوقنا؟)([4])، أو نحو هذا الكلام.
وذلك حين طلب منك شيخُكَ وَمُعَلِّمُكَ أبو إبراهيم محمد الوصابي حفظه الله بالتأني وعدم إخراج الشريطين الذين سَجَّلتَهُمَا في أبي الحسن حتى يُناصحوه، فغضبتَ مِن على الكرسي، وقلتَ ذلك الكلام السَّمِج.
فأتاك أبو مالك مُناصِحًا لك في بيتك، وفي مكتبتك، وسألتُك عن حقيقة الأمر؟ فقلتَ: (الشيخ محمد يريد أن يجعل نفسه من فوقنا، يريد أن نوقف الرد على أبي الحسن)، فقلتُ لك: (هذا الكلام ما ينبغي أن يُقال عن الشيخ محمد، فالشيخ محمد بن عبدالوهاب معروف عند الجميع أنه شيخنا بعد الشيخ مقبل وأنه كبيرنا وما أحد يخالف في ذلك)، ونحو هذا الكلام، ليس بيني وبينك إلا الله وحده.
فقلتَ أمامي: (صحيح)، وهززتَ رأسك؛ وقلتَ: (لكن .....) ومجمجت في الكلام، وبدأ الحقد في صدرك على أبي مالك من ذلك الحين، واتخذته عدوًّا، يا غَدَّارُ، يا مكَّارُ!!.
وهل افتتن أبو مالك عند أن قال لزايدٍ الوصابي في الحَدَبِ بجانب دُكَّان معوض قبل المغرب ونحن نشرب العصير: (ألا تسمع مايقول الحجوري في الدروس من الأخطاء العقدية؟)، فقال زائدٌ، وهو مفجوعٌ: (لا يا أبا مالك! الشيخ يحيى له مكانته)، ثم بَيَّنتُ له بعض الأخطاء، ووضحتها له، وأنها مما لا ينبغي السكوت عليه، فقال لي: (دارِ يا أبا مالك دارِ!!).
فقلتُ له: (لا ينبغي المداراة في مثل هذه المسائل).
وهل كان أبو مالك مفتونًا عند أن أتى إليك يا يحيى! بعد صلاة العصر قبل أن تصعد على الكرسي، وقال لك: (أُخبِرتُ أنك تقول في دُرُوسك): (إن فتاوى اللجنة الدائمة لا يُستفاد منها، وأن فتح الباري أفضل منها؟)، فَقُلتَ لي على الفور: (كذَبُوا عليَّ يَا أبا مالك!!).
ثم أخبرني أربعة كلهم عدول؛ أنك قُلتَ ذلك، وبعضهم أقسم بالله أنك قلته، وتعجبوا من كذبك وإنكارك.
ثم وجدتُ مُؤخَّرًا أخانا الفاضل الشيخَ عليًّا الحذيفي قد ذكرها في رَدِّهِ عليكَ: (الأصول السلفية التي خالفها الحجوري ومن معه)، فقال حفظه الله وغفر له (ص:22): (أخونا يحيى الحجوري كثير الانتقاد على الأئمة المتقدمين في دروسه وكتبه، سريع التعقبات عليهم، لا ترى في كلامه التماسًا للأعذار، ولا بحثًا عن مخرج لاجتهادات العلماء، وإنما تجد منه عبارات قوية، وَنَفسَ غَالٍ).
(فالقاعدة الأصولية التي قعدها الإمام الشافعي V وهي): (ترك الاستفصال في مقام الاحتمال يُنَزَّل منزلة العُموم من المقال)، قال عنها: (...بولوا عليها.....)، (والشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي ليس بقوي في علم الحديث)([5])، والقِراءة في (فتح الباري) خيرٌ من القِراءة في (فتاوى اللجنة الدائمة(لأن الحافظ يذكر الأدلة على مسألته)، أما (اللجنة الدائمة) فهي عبارة عن قولهم: (حلال حرام) بدون ذكر الدليل([6])، وأيضًا: (فتاوى اللجنة الدائمة) عَزَفَ النَّاسُ عنها([7])، وأصبحوا يحتاجون لمثل كُتُبِ عليٍّ الحلبي([8])، ومشهور حسن سلمان).
قلتُ: حفظك اللهُ أبا عمار؛ إنما كان الحجوري يُمَهِّدُ بهذه الثرثرة لكتابه (المجموع السخيف)؛ ليكون بديلاً عن (فتاوى اللجنة الدائمة)؛ لكنه كان يروج لكتب علي الحلبي ومشهور حسن حتى يهيئ الطلاب لذلك، ثم يبدأ يسقط كتب هؤلاء الذين روج لهم مكرًا منه وغدرًا، وصدق ربنا حيث يقول: ﴿اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾، فقد طبعه له أحد المغرورين به، والمتعصبين له ممن وقع في شراكه من أصحاب دور النشر المصرية، ومع ذلك لم يجد من يشتريه، حتى قام بعض المتعصبين له بِشِرَاءِ نحو مائتي نسخة، وقام بتوزيعها على المتعصبين له، حتى لقد رأيت أحد عميان البصيرة من المتعصبين ليحيى الأحمق، وهو عبدالعليم الصلوي، وكان آنذك في مسجد معبر، يقرأ في (مجموع الفتاوي الحجورية): (المجموع السخيف)، وترك (فتاوى اللجنة الدائمة): ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.
ولقد ذكرني بقول الله تعالى: ﴿قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾.
وقولك: (حتى أدى إلى صرفه عن طلب العلم في دماج).
قال أبو مالك: أما انصرافي عن حضور حلقاتك، فقد بدأ منذ خرج شيخنا رحمه الله تعالى عن دماج للعلاج، ثم لم يَعُد إليها، وليس وحدي من انصرف عن دروسك؛ بل غالب طلاب الشيخ رحمه الله أعرضوا عن دروسك؛ لِمَا فيها من الرَّكاكة، والهزل وعدم الأهلية عندك، ولكثرة ثرثرتك، وأخطائك العقدية، وإن كنتُ أحضر أحيانًا، تجنبا لمشاكلك أنتَ والحراس من أهل دماج، وسأضرب لك أمثلة فيها دليل على جهالاتك وتعالمك وإنحرافك، ومن هذه الأمثلة:
1- كنت ذات ليلة في درس من دروس المغرب والعشاء، وكنتُ أقرأ في (بداية المجتهد)، وأنا غير مبال بدروسك الهمجية، وكان عن يساري محمد بن حزام الإبي الذي قد أصبح من المفتونين بك، فما شعرتُ إلا وهو يدق في جنبي بمرفقه، وأنا مندمج في قراءة (بداية المجتهد)، فإذا به يقول: (أبا مالك، أبا مالك! اسمع اسمع ماذا يقول الحجوري في تعريف تدليس التسوية)، ثم ذكر لي قول الحجوري، وأنه أخطأ فيه، وأن الصواب قول الحافظ ابن حجر، فقلت له، وأنا غير مكترث: (أنا أعرف أخطاء الحجوري، وأنه يتعالم في هذه الأشياء)، أو نحو هذا الكلام، ثم أقبلت على قراءة (بداية المجتهد).
2- ومن ذلك: أنه كان ذات ليلة وفي أحد الدروس يشرح حديث: «اللهم إِن تَهلِك هَذِه العِصَابَة، فَلَن تُعبَد فِي الأَرضِ أَبَدًا»، فما شعرتُ إلا وهو يُعَقِّب على دعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، بقوله الإجرامي: (بلى!! لو شاء اللهُ أن يعبد لعبد!!!)، حتى لقد قَفَّ شعري مما قال([9]).
3- ومن ذلك: (مسألة البسملة) التي تقدم ذكرها، فليرجع إليها.
4- ومن ذلك: أنه يكثر أن يردد في دروسه: (طلابي! طلابي! طلابي!)، فقلتُ لبعض الإخوة، ومنهم لبيب العدني، وغيره: (كأن الحجوري يريد أن نكون من جملة الموروث عن الشيخ مقبل، فقد ورث الكرسي وورث؟؟؟؟؟، وورث المركز، ويريد أن يرث الطلاب أيضًا، ويجرد الشيخ مقبلاً من كل شيء، فقد ذهب أبوكم مقبلٌ، وهذا أبوكم يحيى!!!).
ثم ظهر ذلك جليًّا، وافتضح عند أن أشعل الفتنة، فلما أن اختلف مع بعض الإخوة وجاء بعضُ أهل الشأن ليشفعوا له، قال بطريق المكر: (فلان من طلابي أو ليس من طلابي؟)، فقالوا: (هو من طلابك!)، فقال: (إذا كان من طلابي، فهو مطرود من دماج).
وهو بهذا المكر والكيد، قد مكر بالشافع والمشفوع له؛ لأنهم لو قالوا: (لا؛ ليس هو من طلابك، إنما هو من طلاب الشيخ مقبل)؛ لقال يحيى: (إذا لم يكن من طلابي، فليرحل من دماج؛ لأني لا أقبل في دماج إلا من كان من طلابي)، فتكون النتيجة واحدة وهي الطرد.
وكذا فعل مع أخينا الفاضل الشيخ عبدالله مرعي حفظه الله، فقد أكثر من قول: (ارجع فتزود)، و(قولوا له: يرجع دماج ليتزود من العلم)، وهكذا، ومن قول: (لا أحد يتدخل بيني وبين طلابي!)، كما قد علمه مشايخ أهل السُّنَّة وطلاب العلم.
وهكذا في فتنته التي أشعلها ضد أخينا الفاضل الشيخ عبدالرحمن بن مرعي، فقد أكثر من قوله للمشايخ: (لا تفسدوا علي طلابي، لا تحرضوا علي طلابي، لا تهجيوا علي طلابي!!).
وهكذا فعل بأخينا الفاضل الشيخ ياسين العدني وإخوانه الذين خرجوا من دماج: (طلابي طلابي.....إلخ)، وكل هذا مكر منه بدعوة الشيخ مقبل ومركزه وطلابه، وكأن الشيخ مقبلاً لم يكن إلا مجرد حارس طوال تلك السنوات، حتى يأتي شيخهم وأبوهم الحقيقي: يحيى الحجوري المغرور.
ولا يزال يحيى الحجوري يكرر هذه الخزعبلات إلى الآن، حتى إنا نخشى أن يصل الأمر به إلى أن يقول: (لا تتدخلوا بيني وبين محمد الإمام فهو من طلابي!!)، و: (محمد بن عبدالوهاب من طلابي، وعبدالعزيز البرعي من طلابي)([10])؛ بل والله إني أخشى أن يصل الأمرُ بيحيى إلى أن يقول: (لا تتدخلوا بيني وبين الشيخ ربيع فهو من طلابي)، فاللهم رُحمَاك مِن جنون العظمة، والهوس، وحُب التعالي، قال تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
5- ومن ذلك: القصائد التي كانت تلقى على رأسك وعلى مسامع الجميع، وهي مشتملة على الكذب والغلو والإنحراف المصادم للتوحيد، فكيف تكون أهلاً لِأَن تُحضرَ دروسك، وأنت فاسد العقيدة، مثلك مثل أئمة الصوفية.
6- ومن ذلك: أنك مبتلى بالحسد لإخوانك وزملائك([11])، فإنك إن رأيت واحدًا منهم قد أعلن درسًا، ورأيت حلقته ممتلئة من الطلاب، إلا وتأخذك الغيره، ويجنُّ جُنُونُكَ، فتعمد إلى سعيد دعاس وإخوته ليقوموا بالتنفير عن دروسنا.
7- ومن ذلك: أنك لمَّا علمت أن أبا مالك يحقق (اقتضاء الصراط المستقيم)، امتلئتَ غيضًا وحَنَقًا منه، ثم لمَّا أتيتُ إليك بالكتاب تراجعه تطييبًا لخاطرك، ولسدِّ الفتنة، هششتَ في وجه أبي مالك، وبششتَ، وقدمتَ بتلك المقدمة التي لا زالت في مقدمة الكتاب، فلما اختلفنا، أعلنتَ عن تراجعك عن المقدمة، وأنك ستقوم بتحقيق الكتاب مَرَّةً أخرى؛ لأن (تحقيق أبي مالك تحقيق هزيل!!!)، مع أنك قلتَ في المقدمة: (وقد كان له أكثر من تحقيق يخلو بعضها عن التقصي والتدقيق، ولمَّا رأى ذلك أخونا الشيخ أبو مالك أحمد بن علي بن مثنى القفيلي الرياشي حفظه الله، قام بتحقيقه ثم أطلعني عليه، فرأيته تحقيقًا مفيدًا وعملا متقنًا!! خرَّج ما يحتاج إلى تخريج من الأحاديث والآثار وحكم عليها بما تستحقه حسب قواعد المصطلح!!! وهذه من ميزة تحقيق أخينا الشيخ أبي مالك حفظه الله على من سبقه من المحققين لهذا الكتاب!!!)... (فجزى الله الشيخ أبا مالك خيرا!!!).
كتبه: أبو عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري في (22محرم:1423هـ).

قال أبو مالك: فهل بعد هذا التناقض من تناقض؟!.

8- ومن ذلك: أن أبا مالك لمَّا قام بتأليف (كتاب بغية الطالب المبتدي من أدلة صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم)، ولم أجعلكَ تقدم له كِدتَ أن تنفجر حَنَقًا وغيضًا!!! حتى صَعدتَ على الكرسي، وقلت يا يحيى: (الذين يؤلفون ويطبعون بدون إذني ما عندهم أدب!!!).
فأنت يا يحيى مُبتَلى بِحُبِّ العظمةِ، وَحُبِّ الظُّهُور، وتُحِبُّ أن يُدَوَّنَ اسمُك على كل غلاف كتاب يطبع، وكل كتاب ليس عليه: (راجعه وقدم له يحيى الحجوري)، لا يعتبر كتابًا نافعًا، ولا يُعَدُّ مُؤَلِّفُهُ سَلَفِيًّا، فخبتَ وخسرتَ يا يحيى.
9- ومن ذلك: أنك يا مغرور! أنزلت نفسك منزلة إمام الأئمة محمد بن إسحاق ابن خزيمة!! فقد كنتَ تستدل بالآيات وتنزلها على الحوادث في غير محلها، فلما انتقد عليك مخالفوك من خارج دماج، كنتَ تَرُدُّ عليهم بقولك: (من استشكل عليه ما أستدل به من الآيات، فليأتِ إلىَّ وأنا أُوَلِّفُ له بينها!!!)، ونحو هذا الهُراء الفارغ.
فكان أبو مالك يقول متعجبًا ما هذا التعالم: (يريد يحيى أن ينزل نفسه منزلة ابن خزيمة؟!)؛ لأنه رحمه الله هو الذي كان يقول في (كتاب التوحيد) وفي (كتاب الصحيح) له: (من أشكل عليه حديثين متعارضين فأنا أؤلف له بينمها)، هذا أو معناه.
أما أنتَ يا يحيى الحجوري! فلقد أُتِيتَ من قِبَلِ جهلك بمواضع الاستدلال من الآيات، نسأل الله السلامة والعافية.
قال يحيى (ص:2): (وبعد ها ذهب أبو مالك يشتغل على سيارة أجرة).
والجواب عن هذا الكذب والافتراء من وجوه:
الأول: أني لم أذهب بعد ها، كما زعمت لأشتغل على سيارة بالأُجرة، وإن كان هذا ليس فيه عيب ولا هو محرم؛ بل هو رَدٌّ عليك بلسانك، وفضح لافترائك، فإنك أيها الكذاب المفتري! اتهمت أبا مالك زُورًا وبهتانًا بأنه أخذ على الدعوة مائة ألف ريال سعودي ، ثم بعد هذا تفضح نفسك بأن (أبا مالك يذهب يشتغل على سيارة بالأجرة!!)، فإذا كان أبو مالك قد اختلس من أموال الدعوة هذا المبلغ الذي يُعَيِّشُهُ عشر سنوات، أو أكثر، فما حاجة أبي مالك للعمل على سيارة أجرة؟! فهل تعقل ما تقول يا يحيى!! أم أن الله خذلك وفضحك على لسانك؟!.
الثاني: أن أبا مالك مكث في الحديدة عند الشيخ الوصابي قدر شهرين ونصف، قام فيها بمُقَابلة ما تبقى من (كتاب السُّنَّة) لعبد الله بن أحمد مع المخطوطات، وكان ذلك في الجهة الغربية من (مسجد السُّنَّة) بالحديدة، وكان هذا على مرأى ومسمع من شيخنا الوصابي وفقه الله، وكان الذي قام بالمقابلة معي: أخونا حسن الدروبي، وسمير المحويتي حفظهما الله.
الوجه الثالث: أن أبا مالك انتقل بعدها إلى معبر، ومكث فيها إلى الآن بحمد الله ثمان سنوات إلا خمسة أشهر، وقد مَنَّ الله علينا في هذه الفترة بعمل الآتي:
1- تحقيق وتخريج (كتاب السُّنَّة) لعبدالله بن أحمد، وقد طبع مرتين في هذه الفترة (4000) آلآف نُسخة، وقد نفدت بحمد الله.
2- إعادة طباعة (كتاب التوحيد) لابن خزيمة مرتين في هذه الفترة.
3- تحقيق وتخريج (كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبدالوهاب النجدي، وقد طبع بحمد الله.
4- تحقيق وتخريج (الفتوى الحموية) لشيخ الإسلام، وقد طبع بحمد الله.
5- إعادة طباعة (الثمرات الجنية بشرح المنظومة البيقونية)، تأليف، وهي طبعة مزيدة ومنقحة بحمد الله.
6- طُبِعَ لَنَا بحمد الله (كتاب الخمسين في توحيد إله العالمين).
7- طُبِعَ لَنَا بحمد الله (كتاب ذَمِّ الإرهاب)، وقد جَنَّ جُنُونُكَ حين خروجه.
8- طُبِعَ لَنَا بحمد الله (مختصر كتاب التوحيد)، لابن خزيمة رحمه الله.
9- تحقيق (كتاب الرد على الجهمية) لعثمان الدارمي، وقد طبع في بيروت بحمد الله.
10- تحقيق (كتاب نقض عثمان الدارمي على بشر المريسي) طبع بحمد الله في المدينة النبوية وبيروت والحمد لله على فضله وإحسانه، فهو المتفضل علينا.
11- (كتاب كَفّ الأوباش المفترين عن الطعن في أُمِّنا عائشة أم المؤمنين).
12- (كشف عوار الليبراليين والعلمانيين والديمقراطيين)، وكلها مطبوعة.
13- تحقيق (أصول السُّنَّة)، لابن أبي زمنين مطبوع بحمد الله.
14- (منحة ذي الجلال في فضل من احتسب المفقود من الأطفال)، مطبوع بحمد الله.
وأحب أن أبشرك يا يحيى! بأن أبا مالك الضائع العاطل يعمل مُنذُ أربع سنوات في تحقيق وتخريج (شرح اصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة) للالكائي، وذلك على نسختين خطيتين أصليتين، وقد انتهيتُ بحمد الله من مقابلة المخطوط، وأنا الآن بحمد الله في أواخر المجلد الثالث من حيث تخريج الأحاديث والآثار.
فأسأل الله الزيادة والتمام، وأسأله الإخلاص في القول والعمل.
اللهم اشرح صدر أبي مالكٍ وَلَيِّن قلبَهُ وَيَسِّر أَمرَهُ وَبَارِك فِي عُمُرِهِ وعلمه لخدمة كُتُبِ السُّنَّة والعقيدة السلفية المسندة وغير المسندة، والدفاع عنها، ونشرها بين المسلمين بمنك وكرمك يا رب العالمين.
الوجه الرابع: قولك: (أبو مالك يشتغل على سيارة).
أقول يا يحيى: هذا ليس عيبًا، فإن السلف وأهل الحديث ما زالوا يعملون ويحترفون من أجل لُقمة العيش، فقد كان بعضهم وَرَّاقًا، وَكَان بعضهم صَبَّاغًا، وَبَعضُهُم خَيَّاطًا، وَبَعضُهم حَنَّاطًا، وكان بعضهم حَطَّابًا، وكان بعضهم بَزَّازًا، وبعضهم صيرفيًّا، وبعضهم مُجَلِّدًا للكُتُب، وبعضهم كان ناسخًا ..... وَكَم وكم أَعدُد لك من العلماء الذين كانو يحترفون من أجل الرزق الحلال، ثم تعتبر هذا بجهلك: أنه ضياع، وانصراف عن طلب العلم!!!.
ثم لا تنسَ أن العلامة الألباني رحمه الله، قد ذكروا عنه: أنه كان يخرج في اليوم مَرَّةً، أو مرتين لِيَتَكَسَّب عَلَى سيارته من أجل لُقمة العيش الحلال، ثم أنت تَعُدُّ هذا عيبًا تُعَيِّرُ به إخوانك، وهذا أمر عجيب من إنسان يزعم أنه صحيح العقيدة مثلك؛ بل ويزعم أنه مربي أجيال، بل ويزعم أنه سلفي نَقِيٌّ تَقِيٌّ!!!.
الوجه الخامس: لماذا تعيرني يا يحيى! بأني (أشتغل على سيارة بالأجرة؟).
فهل تستطيع أن تثبت على أبي مالك أنه قد عَيَّرَك يومًا ما، عند أن كُنتَ تعمل في بناء المسجد الجديد، وتجهز الحديد مُقَابِل مبلغ من المَال، وذلك حين قام شيخنا رحمه الله ببناء التوسعة القديمة، فقد كنتُ أَمُرُّ عليك وأنا ذاهب إلى الدروس، فأسلم عليك وأنت تُعَطِّفُ الحديد، وَتُجَهِّزُهُ لِيَضَعُوهُ فِي قواعد المسجد وأعمدته، فكنتُ أُسَلِّمُ عَلَيكَ، وألقاك بوجه بشوش، لا بتعيير؛ لأني أعلم يقينًا أن هذا أَمرٌ مشروع أو مُباحٌ، وأنك تُحمَدُ عليه لحاجتك المَاسَّة إلى المَال الحلال ثم لمَّا صَعدَتَ أنت على الكرسي، كنتَ تتذكر تلك الأيام، وَتُذَكِّرُ الطلاب بها، وتقول: (والله يا إخوان أني لمَا كنت أعطف السيخ الحديد تسقط مني فائدة)، والطلاب يضحكون، ثم تستمر في الحديث الشَّيِّق، وتقول: (ثم أعطف السيخ الحديد وتسقط فائدة)، والطلاب يضحكون ... وهكذا.
ووالله يا يحيى! ما شَمِتنَا بك؛ لأن هذا في نظرنا عِزٌّ وَشَرَفُ وَأكلُ لُقمة عَيشٍ بِعَرَقِ الجبين، ثم لمَّا اضطر أخوك أبو مالك أن يعمل بعض الوقت من أجل أن يُكَمِّل لأولاده وزوجه ما قصر من النفقات، بسبب غلاء الأسعار، جعلت هذا أمرًا للتشفي والسخرية، وأنه من الانصراف عن طلب العلم، واللهُ حسبي ونعم الوكيل، وهو يحكم بيننا بالحق، أسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخر


اللهم من أراد بنا سوءًا فأشغله بنفسه، وَرُدَّ كيده في نحره.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا وإن الجزء الأول لا يزال دينًا في عنق يحيى الحجوري لم يستطع الرد عليه إلى الآن.


وكتب : أبو مالك الرياشي

أحمد بن علي بن الُمثنى القُفيلي


في يوم الأربعاء (7 جمادى الآخرة  1434 هـ)

يتبع الجزء الثالث إن شاء الله :
(
وقفات مع يحيى الحجوري في أخطائه العقدية)

_________________________
([1]) وذلك بعد أن أشار عليَّ بعضُ الإخوة الأفاضل، بأن المصلحة في خروجي من دماج؛ لعدم الفائدة في بقائي فيها بعد هذه الفتن التي أحدثها الحجوري والمشاغبات، فإنه وإن تم بيني وبينه صلح؛ لكنه سيكون مؤقتًا وستعود المشاكل، فاخترت الخروج، وقد كنتُ أَخبرتُ الحراس أني لن أخرج من دماج حتى يثبت عليَّ يحيى الحجوري أني أخذتُ أموال الدعوة؛ وقد ظهر للجميع أن الحجوري كذاب مفتري.
([2]) وغيرهم كثير ممن جاء بعدهم بالغُلُوِّ الفاضح في ذات يحيى الحجوري المغرم بالمدائح والغُلُوِّ.
([3]) وكان حقه أن يسمى: (كتاب الورطات)، فإن هذا الكتاب كان من جملة الكيد والمكر بدعوة الشيخ مقبل وطلابه، فقد أراد يحيى بمكره ودهائه أن يطيح بكتاب (ترجمة الشيخ مقبل وطلابه) حتى تبقى دعوة يحيى وطلابه، وكان من مكره ودهائه أيضًا: أن حول كرسي الشيخ مقبل رحمه الله عن مكانه حتى يزيله من أذهان طلابه، فلا يبقى في مخيلتهم ما دام الكرسي في مكانه.
([4]) وكنتُ حينها قد تنبَّهتُ لمكر يحيى، وأنه يريد الإطاحة بالمشايخ وإسقاطهم.
([5]) فهل أنت البديل يا إمام العَطَلَينِ؟!!.
([6]) إذن فأنتَ صاحب الدليل يا خبيث الطوية، ويا عدو علماء الأمة.
([7]) إنما عزفتَ عنها أنتَ لتحل مكانها (المجموع السخيف من فتاويك).
([8]) الذي هو على شاكلتك في السعي لإسقاط العلماء وتنصيب نفسه إمامًا للأمة مكانهم.
([9]) ولم يدرك يحيى الحجوري ما الذي يترتب على هذا التعقب السخيف من الكفر والطعن في جناب النبوة، ومن إساءة الظن برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ونحن نعتذر ليحيى بأنه جاهل بما يقول، فلو كان عند الحجوري عقل لتدبر هذا الكلام الخطير وراجع حساباته، ثم أعقاب ذلك الكلام بتوبة نصوحة إلى الله تعالى، فإنها رفعة له، فلعل ما حصل له من الفتن وعدم التوفيق في الدعوة كان بسبب هذا التهريج، عافانا الله من الخذلان.
([10]) بل قد قال: (أنتم كلكم من هنا!! طلابكم من هنا!! وأنا شيخ هذا المكان!!!)، وذلك في خطابه للمشايخ في اجتماع معبر، الذي قال فيه الحجوري: (بولوا عليه!!!).
([11]) بل إذا أردتَ من يحيى الحجوري أن يبغض شخصًا أو أحد العلماء أو الدعاة إلى الله، فامدحه أمامه، فإنك لا تدري إلا وهو يبغضه، ويتكلم فيه ويتنقصه ويبحث له عن مثالب.


نوع الملف: doc حمل المقال بصيغة ورد من هنا
 
نوع الملف: pdf ومن هنا بصيغة  pdf‏