الشيخ عبد الرحمن بن مرعي المُفْتَرى عليه
الحلقة الثالثة والأخيرة
إنَّ الحمدَ للهِ نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وبعد ...
فهذه الحلقة الثالثة والأخيرة من سلسلة : " الشيخ عبد الرحمن بن مرعي المُفْتَرَى عليه " والغرض من كتابة هذه المذكرة رد الباطل ودفع المظالم والافتراءات عن أهل العلم والفضل .
وفي هذه الحلقة إن شاء الله سنطرق موضوع الكذب الذي وقع فيه يحيى الحجوري ليعرف القارئ الكريم أنَّ الحجوري يكذب ويفتري الكذب ولذلك طالت هذه الفتنة هذه الفترة كلها .
لي حيلة فيمن ينم == وليس في الكذاب حيلة
من كان يصنع ما يقول == فحيلتي فيه قليلة
وسأذكر إن شاء الله في هذه الحلقة كذبات الحجوري على المشايخ والعلماء وطلاب العلم ، وسأُذَكِّرُهُ بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة في التنفير عن الكذب
فإن كانَ ممن يعمل بما في الكتاب والسنة فسيقف عند حده ويكف أذاه عن إخوانه وإن كان الأمر الآخر فسينتصر لنفسه ويجادل عنها بالباطل وذلك يعود عليه بالضرر .
باب في ذكر الأدلة من الكتاب و السنة
في التنفير عن الكذب
(1) قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ )في التنفير عن الكذب
(2) وقال سبحانه : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )
(3) وقال جلَّ جلاله : ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) =============================
(4) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن البر يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) متفقٌ عليه .
(5) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : ( أربعٌ من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة ٌ منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر )متفقٌ عليه .
(6) عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : كان َرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه : ( هل رأى أحد منكم رؤيا ) قال : " فيقص عليه ما شاء الله أن يقص " وذكر الحديث ومما جاء فيه : ( فانطلقنا فأتينا على رجلٍ مستلقٍ لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه قال وربما قال أبو رجاء فيشق قال ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول قال فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان قال قالا لي انطلق انطلق ) إلى أن قال عليه الصلاة والسلام : ( وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ) وفي رواية جرير بن حازم : ( فكذوب يُحدث بالكذبة تُحْمَل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم القيامة ) رواه البخاري برقم ( 7047 ) باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح .
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : ( وإنما استحق التعذيب لِمَا ينشأ عن تلك الكذبة من المفاسد وهو فيها مختار غير مكره ولا ملجأ )
قال ابن هبيرة : ( لمَّا كان الكاذب يساعد أنفه وعينه لسانه على الكذب بترويج باطله وقعت المشاركة بينهم في العقوبة )
انظر الفتح لابن حجر رحمه الله .
باب في ذكر بعض كذبات يحيى الحجوري هداه الله
(1)كذبه على الشيخ ربيع المدخلي ومشايخ اليمن في المجلس الذي جمعه بهم في منزل الشيخ ربيع في مكة :
جاء في بيان المشايخ حفظهم الله الصادر في الحديدة بتاريخ 5/1/1429 هـ :
( .... وطُرِقَت قضية الشيخ يحيى والشيخ عبد الرحمن ، وبحضور المشايخ المشار إليهم آنفاً ، وهم : محمد بن صالح الصوملي ، ويحيى بن علي الحجوري ، وعبد الله بن عثمان الذماري ، ومحمد بن عبد الله الإمام ، وعبد العزيز البرعي .
وكان في ذلك المجلس من الخير ما تنشرح له صدور أهل السنة ، وتقر به عيونهم ، وكان خلاصة المجلس بعد المناقشة :
أنَّ الشيخ يحيى بن علي الحجوري يكف عن الكلام في الشيخ عبد الرحمن ، ووافق الشيخ يحيى على ذلك .... )
وبعد خروج هذا البيان قام الحجوري بتكذيب المشايخ كما في شريط : نصيحة الأحباب !! بل وتحداهم جميعاً أن يثبتوا أنه وافق على السكوت .
قال العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله :
( ويأبى الله إلا أن يفضح الرجل وأن يظهره على حقيقته وأنه كذاب وأنه يكذب فكذبة بعد كذبة بعد كذبة وكذبات أخرى كثيرة ) راجع [ الثناء البديع ] .
وقال الشيخ عرفات بن حسن المحمدي : ( وكذبات كثيرة ومنها قوله : أنَّ الشيخ ربيعاً لم يلزمه بشيء في بيته وهذا كذب فقد ألزمه الشيخ بإيقاف الردود وقد سألت الشيخ عن هذا ) من مذكرة : [ البيان الفوري ]
(2) كذبه على شيخه العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي حينما نسبَ إليه أنه مستعد لأن يستضيف عبد الله الدويش الحزبي :
وهذه الكذبة قد رد عليها العلامة الوصابي حفظه الله في شريطه : [ الثناء البديع ] فقال : ( قد يقول قائل : وأنت قد قيل عنك أنك مستعد أن تستضيف من ؟ الدويش ، أقول هذه كذبة ما هي صحيحة ، هذه كذبة ما هي صحيحة ، والحمد لله الذي كذبها أقر بأنها كانت أمام المشايخ والمشايخ موجودون أحياء ، لهذا أنا أقول للطلاب : لا تستعجلوا في قبول الأخبار [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ] ) .
(3) كذبه الذي بلغ الآفاق حينما نفى أنه قال عن الجامعة الإسلامية أنها حزبية بحتة :
قال العلامة عبيد الجابري حفظه الله :
(فقد وصل إلينا عبارات كثيرة من أخينا يحيى بن علي الحجوري أصلح الله حالنا وحاله ومآلنا ومآله , حمل فيها على الجامعة الإسلامية وحذر من الدراسة فيها ووصفها بالحزبية البحتة, يعني في هذا الوقت الحاضر, ومن تلك العبارات :
-الجامعة الإسلامية الحزبية, الجامعة الإسلامية حزبية بحتة .
- الجامعة الإسلامية آنذاك جامعة سلفية تعتبر, يتزعمها الشيخ ابن باز ويتزعمها أناس سلفيون , وطلابها آنذاك كانوا من رؤوس السلفيين, أما الآن جامعة حزبية الجامعة الإسلامية جامعة حزبية .
- ولهذا توقفنا وتركنا أن نزكي إليها, حرام إعانة الطلاب على المنكر وعلى الحزبية.
-ولا ننصح بالدراسة فيها ) راجع : [ التقريرات العلمية ]
فقام الحجوري بنفي هذا الكلام المنسوب إليه نفياً قاطعاً فقال هذا الكذاب :
( فقد قرأت كلمة لفضيلة الشيخ الوالد عبيد الجابري وفقنا وإياه بتاريخها مساء الخميس الثامن والعشرين من شهر صفر عام تسعة وعشرين وأربعمائة وألف، قال فيها:
فقد وصل إلينا عبارات كثيرة من أخينا الشيخ يحيى بن علي الحجوري أصلح الله حالنا وحاله، ومآلنا ومآله حمل فيها على الجامعة الإسلامية وحذر من الدراسة فيها ووصفها بالحزبية البحتة، يعني في الوقت الحاضر، ومن تلك العبارات:
الجامعة الإسلامية الحزبية
الجامعة الإسلامية حزبية بحتة.
ودراستك في الجامعة الإسلامية، مع الوقوع في الحزبية، والبدع والخرافات الجهل خير منها، ولا ننصح بالدارسة فيها.
وهذا الكلام الذي نقله الشيخ عبيد حفظه الله وعلق عليه بأنها عبارات شنيعة منكرة، هو كما يقول ولكنه خلاف ما نقوله عن الجامعة الإسلامية تمامًا )
وراجع : [ التنبيه السديد على ما نُقِلَ للشيخ عبيد ]
فلمَّا خرجَ مقال الحجوري هذا أصدر الشيخ عبيد مقالاً بعنوان : [ النقد الصحيح ] ودعمه بمقطعين صوتيين ليحيى الحجوري وهو يقول ذلك الكلام الذي نفى نفياً قاطعاً أنه قاله ، فظهر للناس كذبات الحجوري التي بلغت الآفاق .
قال العلامة الوصابي : ( وقد عرفتم عن كذبة الجامعة على الشيخ عبيد حين نفى أنه قال في الجامعة ما قال ثُمَّ جاءت الأشرطة جاء صوته ، فعلى يحيى أن يتوب إلى الله من الكذب ) من شريط: [ الثناء البديع ] .
(4) كذبه على العلامة ربيع المدخلي حفظه الله حينما نسب إليه القول بأنَّ الذين طُرِدُوا من دماج فجرة أو فسقة .
قال العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله :
( وهكذا الكذبة التي على الشيخ ربيع وفقه الله فيما قالوا بأنه قال : الذين خرجوا من دماج هم فجرة أو فسقة أيضاً هذه كذبة ، وأيضاً الذي كذبها الحمد لله المشايخ موجودون بالمجلس ، المشايخ لم يشهدوا لا بالكذبة الأولى ولا بالكذبة الثانية ، والشيخ ربيع حي الحمد لله ما يزال على قيد الحياة ) [ الثناء البديع ]
وقال حفظه الله : ( وأنَّ الشيخ ربيع قال في الذين خرجوا من دماج فجرة أو فسقة ، قد وقع في قلبي منذ أن سمعتها أنها كذبة لكن مع هذا قلت : الحق الله سيظهره ، وفعلاً جاءت الأخبار من الشيخ ربيع أنها كذبة وأنه ما قال هذا وكأن الشيخ ربيع وفقه الله صبر على ما اُفتري عليه كما صبرت أنا على ما اُفتري عليَّ في مسألة الدويش وغيرها من الكذب ) [ الثناء البديع ]
وقال الشيخ عرفات بن حسن المحمدي حفظه الله :
( وقد سألتُ شيخنا ربيعاً عن قوله : الذين طُرِدوا من دماج فجرة ! فكذَّب جزاه الله خيراً ونفى عن نفسه هذه الكذبة التي ألصقها به الحجوري ) [ البيان الفوري ]
(5) كذبه على الدعاة إلى الله من أهل السنة بأنهم يُعْطَون سيارة و بيت مع مفتاح في منطقة الفيوش :
قال الحجوري هداه الله : ( لا تضح بالعلم من أجل أن تكون فيوشياً يعطونك سيارة ويسلمونك بيت مع مفتاح ) من شريط : [ أسئلة أهل عدن ] المسجل بتاريخ 22 جمادى الأولى 1431 هـ .
وأقول : يا حجوري كفاك كذباً أما تخجل من هذا الكذب المفضوح الذي فضحت به نفسك فسمي لنا من هم هؤلاء الذين أُعْطُوا سيارة وشقة مع مفتاح في منطقة الفيوش
أبَلَغَ بك الحقد الحد الذي يجعلك تخترع هذه القصص الخيالية وتصورها على أنها حقيقة وواقع ؟!! أعوذ بالله من الحقد والفجور والبهتان .
(6) كذبه على الشيخ عبد الرحمن بن مرعي العدني حفظه الله بأنه ما عنده عناية بالعلم:
قال الحجوري : (ثُمَّ ما ندري إلاَّ ويثور لنا العدني من بين التراب من هنا واحد ضايع مسكين مريض جالس له في المزرعة )
من شريط : [ أسئلة أهل المهرة ] المسجل بتاريخ 25 جمادى الثاني 1431 هـ .
وقال الحجوري هداه الله : ( والله ما يُخَرِّج عبد الرحمن إلى أن يموت ما يُخَرِّج عالم وربي ، هو نفسه ما عنده عناية بالعلم ، ربما كان نطلب منه خطبة من هنا أن يخطب ما يخطب ، سنين ما يخطب وإذا خرج يعمل له ربع ساعة في موضوع عام هكذا وإلا نصف ساعة يقول : إني متعب ، أَفَمثله يخرج نفسه عالماً أو غيره ؟ فضلاً أن يخرج غيره ، معه الدراري يحضِّرها إذا ضاعت الورقة حق الدراري يوقف الدرس ورقة يكتب فيها يلخص ، فقيه اليمن - قهقهة - اضحكوا اضحكوا على فقيه اليمن )
من شريط : [ أسئلة أهل عدن ].
فهذا إن دل إنما يدل على قلة ورع الحجوري وعدم مبالاته بما يخرجه من الأيمان الفاجرة .
والرد على هذه الكذبة التي بلغت الآفاق سيكون إن شاء الله من الحجوري نفسه ! فقد نسي هذا الكذاب أنه قال كما جاء بصوته :
(وأخونا الشيخ عبد الرحمن رعاه الله ذو القدم الراسخ وذو العقل الراجح وذو العلم المتين )
وقال : ( إخواني في الله إنَّ دعوة يقوم فيها مثل الشيخ عبد الرحمن يُرجى والله سيرها ويُرجى نصرها ويُرجى بثها ويُرجى نفعها ويُرجى محبة الناس لها ونحمد الله على ذلك )
وقال أيضاً : ( فالشيخ عبد الرحمن أنتم تعرفونه من قبلي نعم وقد كان شيخنا عليه رحمة الله يعول عليه بالرسائل والمعضلات فإن شاء الله يقوم بهذا الواجب ويُساعد فيه وهو أهلٌ لذلك كما تعرفون ) .
وقال في كتابه الطبقات ص 33 :
( الشيخ الفاضل أبو عبد الله عبد الرحمن بن عمر بن مرعي بن بريك العدني ذو عقلٍ راجح أتاه الله من العلم خيراً كثيراً مع تواضع جم وثبات على السنة )
(7) كذبه الواضح بوصفه لمركز الفيوش بأنه مركز تجاري استثماري .
قال الحجوري : ( الفيوش مركز تجاري مركز الفيوش التجاري مركز تجاري الفيوش مركز تجاري مركز استثماري هذا لا يستطيع هم أن ينكرونه مركز استثماري من قبل ومن بعد استثماري حتى هو نفسه يقول الذي يريد يستثمر تمنعونه قالوا لا نمنعه ، استثماري ما هو مركز علمي ألبتة الذي يقول مركز علمي قد كذب عليكم وغشكم ، مركز استثماري ) من شريط : [ أسئلة أهل عدن ] .
إنَّ الحجوري يصف مركز الفيوش بهذه الأوصاف الكاذبة بخلاف ما يسير عليه المركز من الخير وبخلاف ما يسير القائمون عليه من الدعوة إلى الله من خلال الدروس والمحاضرات والخطب ، فقد بلغت الدروس أكثر من سبعين وجاوز عدد الطلبة الألف
فيأتي الحجوري ويصف مركز الفيوش بالمركز التجاري ولا يخجل من الكذب !
(8) كذبه الواضح بأنَّ مركز الفيوش بجانب البحر :
قال الحجوري الذي يكذب ولا يخجل من الكذب : ( ومركز فراغ وبجانب البحر تارة سباحة وتارة كذلك فسحة )
وأمَّا هذه الكذبة فقد أظهرت حمق الحجوري فما عرف هذه المرة كيف يمرر كذبته لجهله بأنَّ منطقة الفيوش ليس بجانب البحر بل تبعد عن البحر مسافة ساعة تقريباً .
والحجوري أراد أن يوهم الناس أن طلاب العلم في دار الحديث بالفيوش ضاعت أوقاتهم في الرفاهية والفسح والسباحة والنزهة !!
أَوَصَلَ بك الفجور والحقد والبغي إلى هذا الحد يا يحيى ؟!
(9) عدم تحريه الصدق حينما نقل كذبة لأحمد بن عثمان بلغت الآفاق وهي أنَّ الناس يزدحمون عليه في المحاضرات في هذه الأيام :
قال الحجوري الذي يكذب ولا يخجل من الكذب : ( قال الشيخ أحمد بن عثمان وفقه الله كنا إذا جاء بعض الزوار نخجل من قلة الحاضرين ، الآن قال : يتقصف الناس ولله الحمد على الخير وأقبلوا على الخير ) من شريط : [ أسئلة أهل عدن ]
وهذه كذبة واضحة البطلان واسألوا أهل عدن كم هم الذين يجتمعون لأحمد عثمان وكم هم الذين يجتمعون للشيخ عبد الرحمن مرعي وأستطيع أن أقول أنني منذ أن عرفت الشيخ عبد الرحمن ، إلى اليوم لم أحضر له محاضرة إلا ويمتلئ المسجد وضواحيه صغر المسجد أو كبر .
وذكر لي بعض الإخوة في قرية البساتين بمحافظة عدن أنَّ شاباً كان يحضر لأتباع الحجوري وسمع هذا الكلام : أنَّ مجالس ومحاضرات أحمد عثمان في عدن يتقصف لها الناس من الزحام فتعجب لهذا الكذب الصراح وكان سبباً في رجوعه إلى الحق لأنه يعرف أنَّ من حضر لأحمد عثمان لو كثروا كانوا ثلاثة صفوف .
ولاحظ أخي القارئ الكريم أنَّ الكذبات الخمس الأخيرة وما فيها من الظلم والفجور والافتراء والبغي والطعن في النيات كانت في دقائق قليلة ما يقارب عشر دقائق ، وسماها الحجوري نصيحة !! وكانت حول تقوى الله ، فيا حجوري أين تقوى الله في كلامك هذا وأين الخوف من الله وأين الخشية والورع التي أخبر الله عنها أنها في العلماء ؟! وصحيح أنَّ من لبس لباس العلماء وهو ليس منهم افتضح .
وعالم بعلمه لم يعملن === معذبٌ من قبل عباد الوثن .
قال الزهري رحمه الله : ( لو نادى منادٍ من السماء أنَّ الكذب حلال ما كذبت )
قال شيخنا أبو عبد الله عبد الرحمن بن مرعي العدني حفظه الله تعالى في رده على الحجوري كما في مذكرته الموسومة ب : [ التجلية والتنبيه ] :
( وقد كان أهل الجاهلية في جاهليتهم وكفرهم يستقبحون الكذب وينفرون عنه ، ففي الصحيحين من حديث أبي سفيان صخر بن حرب أنَّ هرقل لمَّا قال لترجمانه : قل لهم – أي لأصحاب أبي سفيان وكانوا مشركين كفره – إني سائل هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه ، قال أبو سفيان – وكان يومئذٍ كافراً - : فوالله لولا الحياء من أنْ يأثروا عليَّ كذباً لكذبت عنه ... )
ثُمَّ قال شيخنا حفظه الله : ( فعجباً بعد ذلك أن يتحرز عن الكذب كثير من الكفرة والمبتدعة لقبحه ولا يتورع عنه صاحبنا – إمام الثقلين اليمني – وقد غرق في الكذب إلى آذانه ) .
وقال أيضاً في حاشية مذكرة : [ التعليقات الرضية ] :
( ... وما أكثر الكذبات وأنواع المراوغات التي تبثتت على الحجوري مع تظاهره بالصلاح والتقوى وتحري الصدق والأمانة ، ومن هنا فإني أسجل شهادة تديناً أعلم أنَّ الله سبحانه سيسألني عنها يوم القيامة ( ستكتب شهادتهم ويُسألون ) فأقول فيها : أقسم بالله العظيم أنني لا أعرف منذ طلبت العلم إلى الآن أحداً ممن يُنسب إلى العلم والصلاح أشد فجوراً في الخصومة وحقداً ، وأعظم كذباً ومراوغة ومكراً من يحيى بن علي الحجوري وهو مع أوصافه تلك شديد الحذر من أن تظهر عليه هذه الأمور ، ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى إلاَّ فضيحة المبطلين ، وصدق الله إذ يقول : ( والله مخرج ما كنتم تكتمون ) وما أحسن قول من قال :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة .. وإن خالها تخفى على الناس تعلم ) .
قال شيخنا حفظه الله عند قوله : [ ممن ينسب إلى العلم والصلاح ] قال : ( أي ممن عرفناه وخالطناه وهذا الذي يُفْهَم من سياق كلامي ) .
باب في ذكر ما وقع فيه الحجوري من مظالم وجرائم في هذه الفتنة :
قد وقع الحجوري في كثير من المظالم والجرائم في هذه الفتنة وسنذكرها إن شاء الله على سبيل الاختصار كرؤوس أقلام :
(1) الكذب .
(2) الافتراء والبهتان .
(3) الظلم والبغي .
(4) الأيمان الكاذبة .
( 5) السب للعلماء .
(6) السخرية والاستهزاء بأهل العلم والفضل .
(7) تعيير إخوانه بما كانوا عليه قبل الرجوع إلى السنة .
(8) الاحتقار والتنقص للآخرين .
(9) الإعجاب بالنفس وكثرة مدحها بقوله : أنا فعلت كذا وألفت المؤلفات وأنا لي جهود في الدعوة وما إلى ذلك وكذلك الرضى بكثرة المديح له .
(10) الغيبة .
(11) النميمة .
(12) إساءة الظن بإخوانه .
(13) السكوت عن الظلم الذي يصدر من أتباعه .
(14) عدم التراجع عن الأخطاء الصادرة منه أو الاعتراف بها .
(15) السعي في تفريق كلمة أهل السنة بعدم الوفاق مع إخوانه المشايخ كلمَّا خرجوا بحل لهذه الفتنة لا يقبله ولا ينقاد له .
(16) سعيه في عزل طلاب العلم عن العلماء العاملين بالكتاب والسنة .
(17) عدم العمل بالعلم .
باب في التخويف من أن يلقى الإنسان ربه
وعنده مظلمة للناس
(1) عن عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول " « يحشر الله العباد يوم القيامة - أو قال : الناس - عراة غرلا بهما - قال قلنا : وما بهما ؟ قال : ليس معهم شيء ، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب :
أنا الديان ، أنا الملك ، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقضيه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقضيه منه ، حتى اللطمة " قال : قلنا : كيف وإنما نأتي عراة غرلا بهما ؟ قال : " الحسنات ، والسيئات » " رواه الإمام أحمد بإسناد حسن
وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب .
(2) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( يُقْتص للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذرة من الذرة ) رواه الإمام أحمد في مسنده وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب .
(3)وعن عائشة رضي الله عنها أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه فقال يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهتف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك ما تقرأ كتاب الله [ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ] فقال الرجل يا رسول الله ما أجد شيئا خيرا من فراق هؤلاء يعني عبيده أشهدك أنهم كلهم أحرار)
والحديث صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع وصحيح الترغيب والترهيب .
(4) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم :
( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فَحُمِلَ عليه ) رواه البخاري .
(5) قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ عَنْ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ )
وفي الختام :
نُذَكِّر الحجوري ومن معه بضرورة الرجوع إلى الله والتوبة الصادقة والتحلل من المظالم فإنَّ الإنسان قد يغتر بكثرة طلابه وبكثرة الثناء ، والحي لا تؤمن عليه الفتنة
وكم من إنسان غره الأتباع وليس له في العلم باع .
وكم من جلساء كانوا سبباً لانحراف جليسهم لأنهم لم ينصحوا له فلا الطالب يقول لشيخه : ( اتق الله أخطأت ) ولا الشيخ يقول لطلابه : ( رحم الله امرأً أهدى إلينا عيوبنا ) فينشأ الشيخ بين طلابه وهو يحب المحمدة والثناء ، ويتضايق من الإنكار والنصيحة وهذا سببه جلساء السوء ومخالفة السنة في المدح في الوجه .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه : أبو عبد الله عبد الرحمن بن بادح العدني
بتاريخ 17 رجب لعام 1431 هـ الموافق 29 يونيو 2010 م .
مسجد السنة بالعريش – مديرية خورمكسر بمحافظة عدن – اليمن